ترك برس
سلّط تقرير نشره موقع "الجزيرة نت" الضوء على خريطة الناخبين الأتراك وخيارات الشباب في الانتخابات المقبلة المزمع إجراؤها الأحد المقبل.
"نحن حزب عشريني، نصفه مكون من الشباب" هكذا أكد مرشح البرلمان التركي عن حزب العدالة والتنمية بالدائرة الثالثة بإسطنبول رجب سيار، ردا على انتقادات المعارضة للحزب بأنه "لا يخاطب الناخبين الشباب".
وأضاف سيار أن "حزب العدالة والتنمية لديه 6 ملايين عضو من الشباب (بين 18-30 عاما) من إجمالي 12 مليون عضو"، بحسب تقرير "الجزيرة نت".
ويتمتع بحق التصويت للانتخابات القادمة أكثر من 64 مليون مواطن داخل تركيا وخارجها، وتستعرض الجزيرة نت بهذا التقرير خريطة هؤلاء الناخبين الديموغرافية بالداخل والخارج، بالإضافة إلى إسطنبول أكبر المدن التركية وزنا انتخابيا.
إجمالي الناخبين الأتراك
يبلغ العدد الإجمالي للناخبين 64 مليونا و113 ألفا و941 مواطنا داخل تركيا وخارجها، يدلون بأصواتهم فيما يزيد على 191 ألف صندوق اقتراع في أنحاء البلاد و5 آلاف صندوق خارجها، ويصوت 6 آلاف و215 ناخبا عن طريق صناديق متنقلة في 421 منطقة داخل تركيا، وفق تصريحات رئيس المجلس الأعلى للانتخابات أحمد ينر.
لمن يصوت الناخبون الجدد؟
تكتسب كتلة الناخبين الجدد الذين يحق لهم التصويت لأول مرة، البالغ عددهم قرابة 5 ملايين ناخب، خصوصية بالانتخابات القادمة، لأنهم يمثلون الجيل الجديد الذي لم يعِ كيف كانت تركيا قبل وصول حزب العدالة والتنمية للسلطة لأول مرة بعد فوزه بالانتخابات العامة عام 2002.
ويبلغ عدد من يحق لهم التصويت لأول مرة بالجولة الأولى من الانتخابات 4 ملايين و904 آلاف و672 مواطنا، بنسبة 7.65% من إجمالي الناخبين.
وبسؤاله عن إشارة عدد من استطلاعات الرأي إلى أن أغلبية الشباب إما مترددة أو مؤيدة للمعارضة، قال المرشح البرلماني سيار "هذه الاستطلاعات والأقاويل تهدف لتصوير أن حزب العدالة والتنمية ليس على تواصل جيد مع الشباب" موضحا أن الحزب "لديه أعضاء من الشباب يفوق عدد عموم أعضاء أحزاب المعارضة وتزيد يومًا بعد يوم بسبب انضمام أعضاء جدد من الشباب".
وأردف سيار "بالتأكيد هناك شريحة داخل الشباب لم تحسم قرارها بعد وأخرى تؤيد المعارضة، إلا أننا بتواصلنا معهم على أرض الواقع، نرى أن الشباب المؤيدين للمعارضة لا تجمعهم معها شراكات سياسية حقيقية، بل إن دعمهم نابع فقط من رغبتهم في التغيير".
وشدد المرشح على قوائم حزب العدالة على أن "المعارضة لم تقدم أي جديد للشباب، فبينما تنتقد المعارضة سن الرئيس أردوغان، فإن مرشح تحالف الأمة كليجدار أوغلو يكبر أردوغان بـ 6 سنوات" مشيرا إلى أنه "بالنظر لقائمة مرشحي البرلمان، فهناك الكثير منهم من شريحتي 18-30 عاما و30-40 عاما، وهو إثبات لمدى ثقة الحزب (العدالة والتنمية) بالشباب".
ويختلف مؤسس ومدير مركز "ميتروبول" للأبحاث واستطلاعات الرأي أوزر سنجار، مع تصريحات سيار، قائلا إن توجهات الناخبين الجدد "أقرب" للمعارضة.
وتوقع سنجار -في حديث للجزيرة نت- أن يصوت "أكثر من نصف الناخبين الجدد لكليجدار أوغلو كرئيس للجمهورية بالانتخابات القادمة" مضيفا "نسبة من سيختار كليجدار أوغلو من الذين يدلون بأصواتهم لأول مرة قد تصل إلى نحو 70%".
وفي حالة انعقاد جولة ثانية من الانتخابات يوم 28 من مايو/أيار الجاري، سيُضاف لهذه الكتلة 47 ألفا و523 ناخبا آخر يدلي بصوته لأول مرة، لبلوغه في ذلك التاريخ السن القانونية للانتخاب في تركيا وهو 18 عاما.
ديموغرافية الناخبين داخل تركيا
يبلغ عدد الناخبين داخل تركيا 60 مليونا و697 ألفًا و843 مواطنا موزعين على 81 ولاية، بما يمثل 94.67% من إجمالي من يحق لهم التصويت، ويشارك الرجال والنساء بقرابة نصف إجمالي الأصوات داخل تركيا، بزيادة طفيفة لصالح النساء، اللاتي تبلغ نسبتهن 50.6% بواقع 30.71 مليون ناخبة مقابل 49.4% للرجال بواقع 29.99 مليون ناخب.
أتراك الخارج ككتلة انتخابية
يمثل الناخبون المقيمون خارج تركيا 5.33% من إجمالي الناخبين، حيث يبلغ عددهم 3 ملايين و416 ألفًا و98 مواطنا، يمثل الذكور فيهم 53.3% مقابل 46.7% للإناث.
وحول توقعاته لنتائج تصويت الأتراك بالخارج، قال سيار "عندما ننظر لنتائج الانتخابات السابقة نرى تقدم أردوغان وحزبه بأغلبية الأصوات بنسبة 60% تقريبا، ونتوقع أن تزيد بهذه الانتخابات، وربما تصل إلى نحو 70%".
وعزا سيار ذلك إلى أن "كتلة الناخبين بالخارج ترى الوضع العالمي وتقارنه بتركيا، وتعرف أن بعض المشكلات الاقتصادية ليست متعلقة بها وحدها بل هي جزء من مشكلة اقتصادية عالمية وانعكاس لها".
بدوره، قال مؤسس ومدير مركز "ميتروبول" للأبحاث واستطلاعات الرأي إن "ألمانيا، أكبر دولة تضم جالية تركية، يمثل الناخبون الداعمون فيها لأردوغان حوالي 60%" مضيفا أما "بالنسبة لعموم أوروبا قد يختلف الوضع قليلًا، لكن بشكل عام فإن 60% من أصوات الأتراك بالخارج عادة تكون لصالح حزب العدالة والتنمية وأردوغان".
وبالنسبة لناخبي الخارج، فإن عدد الذين يحق لهم التصويت لأول مرة يبلغ 277 ألفًا و646 مواطنا، يُضاف إليهم ألفان و435 ناخبا آخر في حال انعقاد جولة ثانية من الانتخابات.
وانطلقت عملية التصويت للأتراك المقيمين بالخارج يوم 27 من أبريل/نيسان الماضي في 73 دولة وتنتهي بعد غد الثلاثاء، بينما يستمر التصويت لأتراك الخارج الموجودين حاليًا بالداخل داخل مراكز الاقتراع الجمركية حتى يوم الانتخابات.
إسطنبول الأكبر وزنا انتخابيا
تتجه الأنظار كل موسم انتخابي إلى إسطنبول، ليس فقط لأنها أكبر المدن وزنا انتخابيا داخل تركيا، بل لأنها كانت بداية وصول أردوغان للسلطة، حينما تولى رئاسة بلديتها الكبرى عام 1994.
ويبلغ إجمالي ناخبي إسطنبول 11 مليونا و350 ألفًا و971 مواطنا، يعيشون في 39 منطقة داخلها ويمثلون 17.7% من العدد الكلي للناخبين الأتراك.
وتمثل "اسنيورت" أكبر المناطق من حيث عدد الناخبين بواقع 643 ألفا و14 مواطنا، بينما يقع بمنطقة "الجزر" أقل عدد ناخبين بواقع 13 ألفا و504 مواطنين.
وبينما كانت إسطنبول بداية أردوغان للوصول للسلطة، خسر حزبه رئاسة بلديتها الكبرى بالانتخابات المحلية السابقة عام 2019، ليفوز أكرم إمام أوغلو بها مرشحا عن حزب الشعب الجمهوري (المعارض).
وبسؤاله عما إذا كان من المتوقع أن تتكرر خسارة "العدالة والتنمية" لإسطنبول بالانتخابات الرئاسية والبرلمانية، أكد المرشح البرلماني سيار أن "الحزب لم يخسر من أصواته في انتخابات بلدية إسطنبول الكبرى، لكن إمام أوغلو تمكن من الفوز لتوحد المعارضة كلها في دعمه".
وأضاف "بالنسبة للوضع الحالي فإن جميع شرائح الناخبين بإسطنبول ترى فشل النظام الحالي لبلدية إسطنبول في إدارة المدينة، كما أننا نرى اهتمامًا كبيرًا من الناخبين الآن حيث يصلنا كل يوم مئات وآلاف الطلبات للانضمام للحزب بإسطنبول".
لكن سنجار عاد ليقول "لم نُجرِ دراسة حول ناخبي إسطنبول، إلا أنه بشكل عام تكون أصوات حزب العدالة والتنمية فيها أكثر من حزب الشعب الجمهوري، ولهذا من المحتمل أن تكون أصوات الرئيس أردوغان في إسطنبول أكثر من منافسه كليجدار أوغلو".
لكنه يرى أن "الوضع يختلف" بالنظر لإجمالي أصوات الناخبين، حيث يؤكد أن "المنافسة بين أردوغان وكليجدار أوغلو متقاربة جدا، لذلك لا يمكن الآن أن نتوقع من سيفوز منهما".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!