ترك برس
كثّف شبّان أتراك مؤخراً من حملاتهم لمقاطعة المنشآت الداعمة لإسرائيل في حربها على قطاع غزة، وفي مقدمة هذه المنشآت مقاهي "ستاربكس" الأمريكية التي باتت في مرمى الأتراك وسط ابتكار أساليب جديدة ومثيرة للتعبير عن الاحتجاج.
وتزامناً مع المظاهرات في تركيا، الداعمة لفلسطين والمنددة بالعدوان الإسرائيلي على غزة، نظَّمت مجموعة من النشطاء حملات للدعوة إلى مقاطعة الشركات العالمية الداعمة للاحتلال الإسرائيلي، وتوعية الأتراك بالجرائم التي يرتكبها الاحتلال في القطاع المحاصر.
حيث أظهرت مقاطع فيديو انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، مجموعة من النشطاء الأتراك وهم يتجولون داخل مقاهي "ستاربكس" الأمريكية، ومطاعم "برغر كينغ"، حاملين لافتات، ويضعون ملصقات تشرح كيف "يُسهم كل من يستهلك بضائعهم في تمويل القتل".
ومنذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة، في 7 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، خرجت العديد من المظاهرات في مجموعة من المدن التركية، خاصةً في إسطنبول وأنقرة، حيث نُظمت احتجاجات أمام قنصلية وسفارة إسرائيل.
كما بدأت مقاطعة رسمية لإسرائيل، بعد أن أوقفت أنقرة، الأربعاء، مؤقتاً خططها للتنقيب المشترك عن الطاقة مع دولة الاحتلال الإسرائيلي في البحر الأبيض المتوسط، وتصدير الغاز إلى أوروبا.
بينما انتقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأربعاء، الاحتلال الإسرائيلي لارتكابه مجازر في قطاع غزة، على مدار 19 يوماً، تسببت في استشهاد أكثر من 6500 فلسطيني.
فيما ألغى الرئيس التركي زيارته التي كان ينوي القيام بها إلى إسرائيل، مؤكداً أن بلاده "ليس لديها أي مشكلة مع دولة إسرائيل"، إلا أنها "لم توافق قط على الفظائع التي ترتكبها إسرائيل".
وفي سياق متصل، نظمت الأذرع الشبابية لحزب العدالة والتنمية فعالية لإشغال طاولات فروع مقاهي "ستاربكس" لمدة نصف ساعة، مع ارتداء الكوفية الفلسطـ،ــيني، في كافة الولايات التركية احتجاجاً على دعم السلسلة للاحتـ،ـلال والعدوان على غـ،ـزة.
ومن المقرر أن تشهد مدينة إسطنبول، غداً السبت، تجمعاً جماهيرياً باسم "تجمع فلسطين الكبيرة" في مطار أتاتورك، دعماً للقضية الفلسطينية، بدعوة من حزب العدالة والتنمية والرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وأوضحت رئاسة الحزب بإسطنبول، في بيان، أن الهدف من تنظيم التجمع الجماهيري هو "لفت الانتباه إلى الوحشية الإسرائيلية، ودعم قضية فلسطين الحرة"، وفقاً لبيان للحزب.
وأفاد البيان بأنه من المنتظر أن يشارك في الفعالية الرئيس رجب طيب أردوغان، وزعماء أحزاب "الحركة القومية" دولت باهتشلي، و"الاتحاد الكبير" مصطفى دستجي، و"الرفاه من جديد" فاتح أربكان، و"هدى بار" زكريا يابيجي أوغلو، و"اليسار الديمقراطي" أوندر أق صقللي.
كما سيشارك في التجمع أسماء بارزة من الجالية الفلسطينية بتركيا، وشخصيات من عالم الرياضة والإعلام والفن والأعمال، ومن المتوقع أن يشارك ملايين المواطنين من كافة أنحاء تركيا في التجمع المذكور.
وفي 7 أكتوبر الجاري أعلنت حركة المقاومة الفلسطينية (حماس) وفصائل أخرى في المقاومة الفلسطينية، إطلاق عملية أسمتها "طوفان الأقصى" ضد أهداف إسرائيلية في غلاف قطاع غزة الذي يعاني من حصار مطبق منذ سنوات.
إسرائيل وأمام مباغتة المقاومة الفلسطينية لها، ردت على "طوفان الأقصى" بإطلاق ما أسمته "عملية السيوف الحديدية"، قصفت بموجبها المناطق السكنية وأهداف حماس في قطاع غزة ومحيطها، في محاولة منها لردع العملية الفلسطينية وإيقافها.
وخلّفت الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة، آلاف القتلى وعشرات آلاف الإصابات بين المدنيين، وسط تحول القطاع إلى ما يشبه الدمار والركام، وسط حديث عن إخلاء القطاع من سكانه وإجلائهم نحو الجنوب قرب الحدود مع مصر.
ومنذ اللحظة الأولى لتصاعد التوتر الفلسطيني الإسرائيلي، أكدت تركيا وعلى لسان كبار مسؤوليها على ضرورة وقف إطلاق النار بأقرب وقت حقناً للدماء وتجنباً لمزيد من الضحايا المدنيين، فيما أكد رئيسها رجب طيب أردوغان على أن الحل لتحقيق السلام في المنطقة وفي فلسطين يمر عبر تأسيس دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة بحدود 1976 وعاصمتها القدس.
وأرسلت تركيا حتى الآن 4 طائرات إلى مصر، محملة بمساعدات مختلفة لسكان القطاع، إلى جانب فريق من الأخصائيين الطبيين الذين سيقومون بالتحضيرات اللازمة من أجل بناء مشافي ميدانية تركية في معبر رفح وفي مطار العريش بمصر، لعلاج الجرحى الفلسطينيين.
بدورها، أعلنت جمعية الهلال الأحمر التركي تكفّلها بسد احتياجات الطاقة الكهربائية للمشافي وسيارات الإسعاف في غزة، طيلة شهر كامل، فيما تواصل منظمات إغاثية تركية إطلاق حملات لدعم ومساعدة سكان غزة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!