ترك برس
نشرت الرئاسة التركية رسالة بقلم الرئيس رجب طيب أردوغان، عبر موقعها الإلكتروني، بمناسبة الذكرى المئوية لتأسيس الجمهورية التركية.
وفيما يلي النص الكامل للرسالة:
"شعبي العزيز...
أعزائي الضيوف…
أحييكم بأصدق المشاعر القلبية وبكل محبة واحترام.
أهنئ من أعماق قلبي جميع مواطنينا في تركيا والقاطنين في كافة أنحاء العالم بمناسبة عيد الجمهورية المصادف لـ 29 أكتوبر/ تشرين الأول.
باسم بلدي وشعبي أود أن أتوجه بجزيل الشكر لكافة أصدقائنا وضيوفنا الذين شاركونا فرحة العيد بحضورهم.
نشعر اليوم جميعا بالفخر والعزّة ونحن نحتفل بالذكرى المئوية لتأسيس جمهوريتنا.
وفي هذا المعطف الهام في تاريخنا المجيد أستذكر بالرحمة كافة أبطالنا رواد إنشاء دولتنا الجديدة وعلى رأسهم مؤسس جمهوريتنا القائد مصطفى كمال أتاتورك.
وأسأل الله عز وجل الرحمة والمغفرة لشهدائنا الذين روَّوا أرضَ الوطن بدمائهم على مدار ألف عام، وأستذكر جرحانا بكل امتنان.
كما أود أن أعرب عن امتناني لكل من خدم بلدنا وأمتنا ودولتنا لعدة قرون بناء على الايمان بأن "الدولة ستستمر إلى الأبد".
إن الجمهورية التركية، التي نحتفل اليوم بذكراها المئوية بحماس كبير، هي آخر دولة أنشأناها على هذه الأراضي.
لقد امتدت رحلة أمتنا من الماضي إلى الحاضر بدءا من السلاجقة وصولا إلى الدولة العثمانية ومن هناك إلى الجمهورية التركية وحتى وصلت إلى الوقت الحاضر.
إن جمهورية تركيا حائزة على تراكم تقاليد الدولة التي يعود تاريخها إلى2200 عام، والتي تجد معناها في النجوم الستة عشر الموجودة على الختم الرئاسي.
وبالإلهام الذي نستمده من تقاليدنا العريقة وقيمنا الأصيلة، فإننا نسعى جاهدين لتعزيز جمهوريتنا وإعدادها للقرن الجديد.
إن واجبنا الأساسي هو تخليد جمهوريتنا التي انبثقت على أنها " سند من لا سند له" على حد تعبير غازي مصطفى كمال.
انطلاقا من هذه المقاربة قدنا بلادنا من نجاح إلى نجاح ومن نصر إلى نصر على مدار الأعوام الـ 22 الماضية.
واتخذنا خطوات للارتقاء ببلدنا إلى مستوى يضاهي الحضارات المعاصرة عبر الاستثمار والقضاء على الإهمال وأوجه القصور التي دامت قرونًا.
لقد نفذنا إصلاحات تاريخية في كافة المجالات، بدءا من الديمقراطية والاقتصاد مرورا بالأمن والعدالة، والتعليم وصولا إلى الرعاية الصحية والزراعة والسياسة الخارجية.
وعبر إقرار نظام الحكومة الرئاسية، حولنا حلم غازي مصطفى كمال الذي وصفه قائلا: "إن غرض النضال الوطني وهدفه هو ضمان الاستقلال التام والسيادة غير المشروطة للأمة والحفاظ عليهما"، إلى واقع، ولو بعد قرن تقريبًا.
لقد وحدنا الشعب والجمهورية بإزالة الجدران التي أقيمت بينهما.
وبفضل نضالنا ضد قوى الهيمنة والنصر الذي حققناه في هذا السياق ضمنا إعادة توحيد الجمهورية والديمقراطية.
ونحن الآن انطلاقا من هدف "مئوية تركيا"، نعمل جاهدين لجعل القرن الثاني للجمهورية قرن شعبنا في العالم.
وسنواصل كوننا "سند من لا سند" في جميع أنحاء العالم عبر اقتصادنا المتنامي، وتعزيز ديمقراطيتنا وسمعتنا، وتوسيع نطاق نفوذنا وسياستنا الخارجية الحكيمة والمبدئية.
يسعدنا أن نرى أن كل نجاح لتركيا يتابع بأمل من قبل كافة الشعوب المضطهدة في منطقتنا والعالم.
نحن عازمون على تمجيد نموذج تركيا العظيمة والقوية، بغض النظر عن التهديدات الخارجية والداخلية.
وعلى الرغم من المنظمات الإرهابية أتباع الإمبرياليين...
وعلى رغم الغزاة الذين ما زالوا مستمرين في حسابات قرن مضى...
على الرغم من المتعصبين غير الأكفاء الذين يزعجهم نجاح بلدنا...
باختصار سنحقق بمشيئة الله تعالى مئوية تركيا رغم أعداء الأمة والوطن، كما حققنا أهدافنا الأخرى.
وبهذه المشاعر أهنئ من أعماق قلبي جميع مواطنينا في تركيا والقاطنين في كافة أنحاء العالم بمناسبة عيد الجمهورية.
لترقد أرواح شهدائنا بسلام!
مئوية سعيدة، ودمتم سالمين...".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!