ترك برس

"المواطنون الأتراك لا ينسون فلسطين في أحلامهم فكيف في المفاوضات".

أوضح رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، في تصريحاته التي ألقاها خلال اجتماع حزبه "حزب العدالة والتنمية" يوم الاثنين المنصرم 22 تشرين الثاني/ نوفمبر 2015، أن "تركيا هي الدولة الوحيدة التي أرغمت "إسرائيل" على الاعتذار، وبذلك أصبحت تركيا الدولة الوحيدة التي تحمل ذلك الشرف".

وأفاد داود أوغلو  قائلًا: "نحن لم نقدم أي تنازلات ولن نقدم، وأرجو من الجميع ألا يأخذوا هذه الإشاعات المنتشرة بعين الاعتبار، هذه الإشاعات لا تهدف إلا لتشويه صورتنا".

وأردف قائلًا: "الشروط الثلاثة الخاصة بإعادة علاقتنا مع إسرائيل ثابتة ولن تتغير، وأذكّر الجميع أن تركيا مصممة على تحقيق شروطها الثلاث، نحن لا ننسى غزة وفلسطين والقدس والمسجد الأقصى في أحلامنا، فكيف ننساها في المفاوضات، لن نقوم بأي تحرك يثير استياء فلسطين منا ومن دولتنا "تركيا" التي لطالما وقفت إلى جنب الشعب الفلسطيني".

ومن جانبه، أشار نائب رئيس الوزراء "نعمان كورتولموش" إلى أن "المفاوضات بين تركيا وإسرائيل ما زالت جارية، ولم يتم توصل إلى اتفاق نهائي".

وأضاف كورتولموش أن شرطين من الشروط الثلاثة التي كانت قد وضعتها تركيا لإعادة العلاقات مع إسرائيل قد تحققت وهي شرط الاعتذار وشرط دفع تعويضات لذوي الضحايا، ويبقى الشرط الثالث وهو رفع الحصار عن غزة بالكامل، رهن المحادثات الجارية، وتركيا لن تتنازل عن أي من شروطها".

تأتي تصريحات داود أوغلو وكورتولموش التوضيحية عقب حالة الغضب والامتعاض الشديدة التي أصابت الشارع التركي والغزي والتي طفت على السطح بعد تصريح أحد المسؤولين الإسرائيليين رفيعي المستوى لوكالة رويترز بأن تركيا وإسرائيل توصلتا إلى اتفاق مبدئي بشأن إعادة العلاقات إلى عهدها السابق.

وحسب سرد المسؤول الإسرائيلي الذي لم يذكر اسمه، للمواد التي تم الاتفاق عليها بين الطرفين، فإن شرط "رفع الحصار عن غزة" لم يكن ضمنها، مما أشعل وسائل الإعلام الاجتماعية في تركيا وغزة غضبًا، ولتفادي هذا الغضب وإطفاء لهيبه ظهرت القيادات في الحكومة التركية مضطرةً إلى التصريح بأن المحادثات ما زالت مستمرة، ولا صحة لقبول تركيا بشرطين دون الثالث.

ومن جانبها، تبين الباحثة السياسية "مريم غايباري" أن "القضية الفلسطينية بالنسبة للشعب التركي خط أحمر لا يمكن التغافل عنه إطلاقًا، فالقضية الفلسطينية هي العنصر الذي يُجمع جميع أطياف وفئات وانتماءات الشعب التركي في صف واحد".

وتكشف غايباري، في مقالها أن "المفاوضات ما زالت جارية من أجل غزة" الذي نُشر في صحيفة "صباح"، أن "تركيا وضعت ثلاثة شروط ضد إسرائيل لإرجاع العلاقات إلى سابق عهدها، وبعد تحقيق تركيا لاثنين من تلك الشروط، لا يمكن أن تقبل بإرجاع العلاقات مع إسرائيل إلى حالها الجيد دون قبول الأخيرة بقبول الشرط الثالث".

وتوضح غايباري أن "حجم التجارة المتبادلة بين تركيا وإسرائيل لعام 2008 وصلت إلى 1.83 مليار دولار، ولكن بعد الأزمات التي اندلعت بين الطرفين انخفض الميزان التجاري بين الطرفين إلى 1.4 مليار دولار، وعلى الرغم من ارتفاع حجمه في بعض السنوات إلا أنه بشكل عام بقي منخفض، ضحينا بالعلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل الدولة الأخطر في العالم، وتخلينا عن جزء كبير من حجم التبادل التجاري لسنوات طويلة، وبعد هذه السنوات من الثبات والعزم لن يستطيع الدبلوماسيون الإسرائيليون إخضاع تركيا للشروط الإسرائيلية على طاولة المفاوضات".

وتشير غايباري إلى أنه من الضروري جدًا عدم التعامل مع  الإشاعات "السوداء" التي تصدر من هنا ومن هناك، حتى لا يحدث إرباك لدى الطرف التركي المفاوض ويتمكن الأخير من تحقيق الشرط الأساسي في إرجاع العلاقات إلى طبيعتها السابقة".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!