إبراهيم كالن - ت ر ت
الخلافات التاريخية بين السنة والشيعة واضحة، و ينبغي القبول بأنه لا يجب توسيع الأمر في القرن الحادي و العشرين لبدء حرب جديدة.
الصراع الرئيسي في المناطق التي يكثر فيها المسلمين ينعكس و كأنه صراع طائفي مستمر في العالم الاسلامي أجمع. وعلى الرغم من ان الأمر يعكس جزءا من الحقيقة الا ان الحقائق مختلفة تماما.
المسلمون السنة و الشيعة يواجهون العديد من المشاكل من قبيل الحروب و التوترات الاجتماعية و الفقر وعدم المساواة الاقتصادية والقمع و الحروب غير المباشرة و الميليشيات و غيرها من سوريا و العراق الى البحرين و لبنان. و لكل مشكلة بعض المصاعب المتعلقة بالهوية الاثنية و الطائفية. و يكمن تحت هذه المشاكل ، سياسة الهوية، و تتحول القضايا الاجتماعية والاقتصادية والسياسية الى ادعاءات الهوية المائلة الى التطرف. على سبيل المثال الصراع بين السنة و الشيعة في لبنان يعتبر صراع قوة و سيطرة الى جانب انه صراع من اجل الهوية. الا ان الحرب في سوريا ليست لها علاقة بالاسلام السني و الشيعي. بل على العكس انه صراع الجهة التي سترسم مستقبل سوريا دون النظر الى الهوية الطائفية للذين يلعبن دورا هاما في ذلك.
الحروب الدينية بين الكاثوليك والبروتستانت التي دارت في أروربا في القرنين السادس عشر و السابع عشر كانت ذات علاقة بالقوة و السيطرة على قدر انها حرب هوية. و نفس الأمر، فان التوترات الطائفية الحالية في العالم الإسلامي ناجمة عن امور عديدة خارجة عن نطاق الأحداث التاريخية التي ادت الى التمييز بين السنة والشيعة في الإسلام. ان مسائلة صاحب الحق في تولي الخلافة الأولى في الاسلام ، ينظر إليه عادة بداية الخلافات بين السنة والشيعة في التاريخ الإسلامي المبكر. اذ يقول السنة أن وقع الاختيار على أبو بكر الصديق رضي الله عنه كأول خليفة بالإجماع. الأمر الذي يشكل الشرعية الدينية و السياسية للخلافة. فيما يؤكد الشيعة على ان علي بن أي طالب رضي الله عنه كان يجب ان يكون الخليفة الأول.
الى جانب هذه المشكلة الأساسية ، فان الخلاف على خلفاء نبينا (صلى الله عليه و سلم) لعب دورا هاما في ارتقاء الجناحين السني و الشيعي للاسلام. الا ان هاتين المدرستين تتقاسمان اهم العناصر الأساسية للدين الإسلامي والحضارة الإسلامية. فقد دعيا الى انه لا إله إلا الله و مجد الانسانية في القانون و العلوم و الفلسفة و التصوف. و من الامام جعفر الصادق الى الامام أبو حنيفة و من الامام الغزالي الى غيرهم جميعهم ركزوا على الافكار الرئيسية للحضارة الاسلامة الكلاسيكية. اما المشكلة اليوم فهم الأمر من زاوية المصالحة و الوحدة بدلا من المواجهة و النزاع التاريخي. لذا يقع على عاتق العلماء و المثقفين المسلمين دورا هاما في وضع نهج شامل للتاريخ الاسلامي و تطويره من اجل توجيه السنة و الشيعة ضد مصاعب العصر الحديث.
تكمن مصالح الهوية السياسية و الدولة القومية وراء العنف الطائفي في يومنا هذا. و كباقي الدول القومية الحديثة، ، فان معظم الدول القومية الاسلامية تتحرك وفقا لمصالحها الشخصية و تحاول استخدام هويتها الاثنية و الطائفية. و مزيج المصالح بالهوية السياسية يولد خطر الانقسام في المجتمعات. الامر الذي يمكن من خلاله التغلب على الخلافات في البيئات الاجتماعية و السياسية.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس