ترك برس
تباينت آراء المحللين والصحفيين العرب حيال التفجير الإرهابي الذي شهدته العاصمة التركية أنقرة مساء الأربعاء، حيث ربط معظمهم بين الهجوم وبين التطورات الأخيرة في الأزمة السوري، فيما أشار البعض إلى تزامن وقوع التفجير مع إعلان أنقرة، "عن إرسال 15 ألف جندي إضافي إلى الحدود مع سوريا".
صفحة شؤون استراتيجية على موقع التواصل الإجتماعي، تويتر، رأت أن "التفجير في أنقرة استهدف هذه المرة هدف عسكري وليس مدني وهذا سيزيد الضغط على أردوغان للتحرك ضد الفاعل وإلا فإن غضب العسكر قد يتحول ضده لاحقا"، مشيرةً أن "إسقاط تركيا في الفوضى وهز هيبة المؤسسة العسكرية دوامة قد تشكل مع الوقت غطاء لانقلاب ما على أردوغان خاصة أن الغرب يترقب تلك اللحظة".
وقالت إن "خيارات الغرب: إن تدخل أردوغان في سوريا سنورطه بحرب استنزاف وإن امتنع سيتزايد غضب الشارع والعسكر لفشله بمنع الفوضى والحالتين تمهد مناخ لخلعه"، مضيفة أن "مصيدة الفوضى والاستنزاف مكشوفة لدى أردوغان لذا يشترط التحرك بشكل دولي في سوريا إلا أن عامل الوقت يجعله الخاسر الوحيد وهذا ما قد يدفعه للتحرك".
وعلّق الكاتب الصحفي الفلسطيني، ياسر الزعاترة، على الحادث قائلًا: "لم يقدم أحد للأكراد في تاريخ تركيا الحديثة ما قدمه أردوغان، لكن غرور القوة يفعل الكثير، فضلا عن أصابع إيران التي تحرك متطرفي الحزب"، مشيرًا أن "في الحالة السورية يبدو الوضع أسوأ، فمن كان يميز ضد الأكراد هو النظام، وبدل أن ينحازوا للشعب ضده، ترى قيادتهم تتحالف معه. إنه العمى".
من جهته قال الكاتب السوري، بسام جعارة، إن "عصابة الـ "بي كا كا"، تتوهم اذا اعتقدت انها ستنجو من العقاب بعد التفجير الارهابي في انقرة اليوم، العقاب يجب ان يطال قادة حزب الشعوب ايضا"، لافتًا إلى أنه "يتوجب على السلطات التركية تقديم مذكرة الى الانتربول الدولي لالقاء القبض على المجرمين صالح مسلم وهيثم مناع لصلتهما بتفجير انقرة".
وأشار جعارة إلى أن "هيثم مناع يتحمل ايضا الان مسؤولية تفجير انقرة لأنه اعترف بدوره القيادي في مايسمى قوات سوريا الديموقراطية وهو الاسم الاعلامي للمليشيا الكردية"، وأن "امريكا التي تدعي محاربة الارهاب هي من يسلح عصابة صالح مسلم الارهابية التي نفذت تفجير انقرة".
وأضاف جعارة قائلًا: "هل سيتضامن العالم مع تركيا بعد تفجير انقرة كما تضامن مع فرنسا بعد تفجيرات باريس؟ لا اعتقد ابدا وبعض العرب اول الشامتين".
بدوره قال الأكاديمي السعودي، محمد الحضيف، في تغريدة له على تويتر، إن "الإرهاب يضرب في قلب تركيا: ٢٨ قتيلا و٦١جريحا، يريدون ردع تركيا عن التدخل في سوريا، بالإرهاب. لن يتوقف الإرهاب، إلا باقتلاع حاضنته في سوريا"، مضيفًا: "إن (نجحوا) بابتلاع سوريا بإرهاب المملكة وتركيا، فإنهم لن يتوقفوا (هناك)، كُلفة (الخوف) منهم، أعلى وأشدّ كارثية في نتائجها، من مواجهتهم".
ولفت الكاتب والإعلامي، أنور مالك، إلى أنه "مادام الإرهاب يطال من وقفوا مع الشعب السوري ضد الأسد مثل السعودية تركيا ففتشوا عن مخابرات إيران وراء كل عملية مهما كانت الجهة التي تتبناه"، مشيرًا أن "كل الدول التي ساندت ثورة الشعب السوري طالها الإرهابيون بعمليات مشبوهة وهذا أكبر دليل على نظام الأسد ومن يقفون خلفه في إيران هم صناع الإرهاب".
وكانت رئاسة الأركان التركية قد ذكرت الأربعاء، أنَّ هجومًا إرهابيًا استهدف عربات لنقل عناصر القوات المسلحة، لدى وقوفها عند إشارة مرورية في أحد شوارع العاصمة أنقرة، مساء الأربعاء.
وأعلن المتحدث باسم الحكومة التركية، نائب رئيس الوزراء، نعمان قورطولموش، أن حصيلة التفجير، بلغت 28 قتيلاً، فيما أصيب 61 آخرون بجروح، نقلوا على إثرها لمستشفيات مختلفة لتلقي العلاج اللازم.
وحمّل رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، النظام السوري المسؤولية المباشرة عن هجوم أنقرة الإرهابي، واعتبر أن حق بلاده "محفوظ" باتخاذ كافة التدابير ضده.
وقال داود أوغلو، في تصريحات من مقر رئاسة الأركان التركية بأنقرة، اليوم الخميس، إن تفجير أنقرة نفذه عناصر من "بي كا كا" الإرهابية، بالاشتراك مع عنصر من "ي. ب. ك"، تسلل من سوريا إلى الأراضي التركية.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!