ترك برس
الناي هو عبارة عن أنبوب من الخشب له تسعة عقد، وبه ستة ثقوب أمامية وواحد خلفية، وتصدر صوتًا موسيقيًا من الناي بطريقة النفخ باصطدام نفس العازف على حافة فم الناي من الخارج.
ويصف العازفون الناي بـ"الآلة القوية" كونها تحتاج إلى أن يضع العازف كل روحه فيها، قبل أن تصبح طيعة بين أصابعه، وهي قوية أيضا لأنها تأخذ العازف إلى مناطق من المشاعر ربما لم يكن يعرف أنه جمالها موجود، أو أنها تعصف داخله.
الناي آلة موسيقية قديمة بسيطة صنعها المصريون من شجر الغاب، وفروع هذا هذا الشجر تتكون من عقد قريبة الشبه بعقد أعواد قصب السكر، وهي بطبيعتها مجوفة من الداخل، وهذه العقد متباعدة في أسفل فروع شجر الغاب ومتقاربة في أطرافه العليا، ويوجد شجر الغاب عادة بجوار الترع، ويأخذ صانعو الناي الغصن من الطرف الأعلى حتى تكون قطع الغاب متقاربة بحسب المساحة المطلوبة للناي.
تقول بردية "الرمسيوم" إن الفراعنة عرفوا المسرح الغنائي وشددوا على تعليم أبنائهم الدندنة والعزف على القيثارة والناي، حتى قبل 4000 سنة قبل الميلاد، وعرف الفراعنة أن القصب يمكن أن تنفخ فيه الروح ويحاكي عالما بدا مجهولا لكنه يطرب.
ومن المصريين انتقلت آلة الناي إلى الإغريق والرومان، حيث استعملها شعب "الداك" أي السكان الرومان الأصليون، كوسيلة لنقل الأخبار وإطلاق إشارات النداء بدل قرع الآلات المعدنية، واستعملت في تذهيب النفوس آيضا أسوة بالفراعنة، وكانوا يعزفون الناي فرحا بالمواليد الجدد وبأحداثهم السعيدة. وأيضا عزف البابليون والآشوريون على الناي في عام 1271 قبل الميلاد.
وفي حديث مولانا جلال الدين الرومي في كتابه المثنوي عن الإنسان وأصله الإلهي، وكيف أن نفسه في حنين دائم إلى ذلك الأصل الذي جاءت منه، وأنها تعاني في ذلك العالم المادي الذي حبست فيه، يتطرق مولانا إلى الناي في كتابه بقوله: "استمع إلى صوت الناي كيف يبث آلام الحنين يقول: مُذ قُطِعتُ من الغاب وأنا أحِنّ إلى أصلي".
ويقول إمام الصوفيين جلال الدين الرومي في قصيدته تحت عنوان "أنين الناي": "الجسم مشتبك بالروح، والروح متغلغلة في الجسم، و لكن أنى لإنسان أن يبصر تلك الروح؟ أنين الناي نار لا هواء... الحكمة التي يرويها، محرمة على الذين لا يعقلون، إذ لا يشتري عذب الحديث غير الأذن الواعية".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!