فيردا أوزير – صحيفة حرييت – ترجمة وتحرير ترك برس
بتنا نصبح ونمسي في هذه الأيام على أخبار المعارك اليومية في سوريا حتى حفظنا رقعتها الجغرافية مثل كف اليد، ولأن تنظيم داعش هو عنوان الحدث كان لا بد من تفكيك اللغز لمحاولة القضاء عليه. يقع أكبر معاقله في الموصل ثاني أكبر مدينة في العراق، ولأن إخراج التنظيم منها يعد نصرا فقد كان ولا يزال تركيز الولايات المتحدة الأمريكية عليها، حتى وصلت نسبة استهدافه فيها إلى 70% من مجمل الضربات الجوية التي تقدر بنحو 10 آلاف ضربة.
التحضير لعملية الموصل
أعلنت الحكومة العراقية في بغداد عن بدء المرحلة الأولى من معركة الموصل والمتمثلة بمحاولة تنظيف ودفع تنظيم داعش من المناطق المحيطة بالمدينة في الجنوب والشمال والغرب، لكن الحكومة ما لبثت أن أعلنت عن فشل الحملة التي أطلقتها في 24 آذار/ مارس الماضي، فهل انتهت العملية بهذا الإعلان؟ بالطبع لا. وانما ما حصل هو مجرد عملية جس نبض للعملية الكبرى التي ستكون في أيلول القادم، وستكون بداية العملية من الأطراف باتجاه المركز حتى طرد داعش منها نحو الرقة ومن ثم ضربهم في الرقة أو محاصرتهم في المدينة والقضاء عليهم.
هل ستشارك تركيا في العملية العسكرية الكبرى؟
يسعى التحالف الدولي بقيادة أمريكا إلى استمالة المليشيات السنية التي كانت قد سلحتها عام 2007 أيام إدارة الرئيس السابق بوش، إذ أن حساسية المدينة السنية تطلب مشاركة عشائر سنية من أجل تخليصها من أيدي التنظيم الإرهابي داعش، وستبدأ جهود فتح المدينة عن طريق الجيش العراقي والعشائر السنية كنواة أساسية للقوات المهاجمة بتعداد يصل إلى 15-20 ألف مقاتل، حيث ينتظر منهم الآن لواءان على أبواب مخمور، كما ستشارك تركيا ب1500 مستشار و2700 مقاتل سني عراقي تم تدريبه سابقا، وستشارك الولايات المتحدة الأمريكية أيضا بـ1500 مستشار وجندي، بينما لا تزال قوات البيشمركة تنأى بنفسها عن الحدث وتفضل عدم المشاركة في معركة دامية لا تخصها، في المقابل ما تزال المليشيات الشيعية الموالية في معظمها لإيران تطالب بحق المشاركة في العملية، لكن وبسبب الحساسية الطائفية فإنهم لن يدخلوا المدينة لكنهم سيقاتلون على أسوارها.
المطالب التركية في سوريا
لا ترغب أي من الولايات المتحدة الامريكية ولا إيران ولا تركيا بالمشاركة البرية المباشرة بجنودها، كما ولا ترغب كذلك الحكومة المركزية في بغداد أي مشاركة اجنبية في العملية الكبرى وتردد قائلة "هذه معركتي"، ولهذا لن يتم إرسال أي قوات برية أجنبية لتشارك في المعارك القادمة. ونسأل هنا: لماذا لا تخوض أنقرة في المسألة العراقية بشكل أكبر؟ ليكون الجواب هو: بسبب تجربتها السابقة الفاشلة في سوريا وما لاقته من معارضة وتجاهل، إذ أن أيًا من مطالبها الثلاث لم تتحقق وهي: المنطقة الآمنة، والحظر الجوي، وبرنامج التدريب والتسليح.
تُقدر أعداد مقاتلي داعش في الموصل بين 15-20 ألف مقاتل، ولو نظرنا إلى حال معركة الرمادي التي طالت لـ6 أشهر وكان عدد مقاتلي داعش فيها حينئذ فقط 300-400 مقاتل لأتانا السؤال وهو فزع: إلى أي حد ستكون معركة الموصل صعبة وطويلة؟
يزاد الحديث في هذه الأيام عن احتمالية انهيار سد الموصل الذي لم تستمر سيطرة داعش عليه لأكثر من 10 أيام ثم انسحبت منه ولم تعد اليه وتُرك من بعدها دون أي رعاية. ولو صدقت التكهنات فان فاجعة قادمة ستحصد حياة ما يُقارب المليون والمليون ونصف في أقل من أربع ساعات، عندها لن يبقى هنالك أي حديث عن الموصل أو العراق.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مواضيع أخرى للكاتب
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس