نهاد علي أوزجان - صحيفة - ترجمة وتحرير ترك برس
تعيش معظم الدول الأوروبية حالة من "التعاون، والاحترام، والتفاهم" مع تركيا كما لم يحصل في السابق أبدا، وخصوصا ألمانيا، حيث لا تتحدث هذه الدول عن العمليات ضد حزب العمال الكردستاني، وتستمر في صمتها حيال هذا الموضوع.
وليس سرا بأنّ سبب تغيير الموقف هذا يعود إلى "الهجرة غير المنظمة"، والتي مصدرها اللاجئين القادمين من دول شمال افريقيا ومن تركيا، حيث أصبحت أوروبا في مواجهة قلق ورعب أعداد هائلة من المهاجرين.
ونتيجة للمحادثات فإنّ الأوضاع على الجبهة التركية تم السيطرة عليها في الوقت الحالي، بعدما كانت موجهة الهجرة تؤثر بصورة مباشرة على أوضاع الاتحاد الأوروبي الاقتصادية والسياسية والثقافية والأمنية، وهذا تسبب بإضعاف الاتحاد الأوروبي، وثبت أنّ أكبر نقاط ضعف الاتحاد تكمن في الناحية الأمنية، ودليل ذلك أنّ أكبر الأعداد من المنضمين إلى داعش يكونون قادمين من فرنسا وبلجيكا، وحدوث التفجيرات فيهما زاد أكثر من حالة الرعب والقلق.
وبدلا من أنْ تقوم دول الاتحاد الأوروبي مجتمعة في مواجهة هذه المشكلة، قامت كل دولة لوحدها من أجل معالجة هذه القضية، وتسبب ذلك في مشاكل عديدة، وأكثر من تضرر هو موضوع تشينغن، حيث وصل إلى مرحلة الانهيار، مع أنّ اتفاقية تشينغن تم توقيعها عام 1995 بين دول الاتحاد الأوروبي من أجل إزالة الفحوصات والتفتيش على الحدود بينهم، وكانوا يهدفون من هذه الاتفاقية إلى الوصول إلى اتحاد أوروبي كامل وموحد في كل التفاصيل والمجالات.
لكن سيلان اللاجئين الذي حطّم أبواب الاتحاد الأوروبي، بدأ بتهديد حلمهم بتحقيق الوحدة الأوروبية، وأصبح يؤثر بصورة مباشرة عليهم، ولأنهم لم يستطيعوا حل هذه المشكلة فقد تحولت إلى مشكلة أمنية، زادت فيها المخاوف، وأثرت على أمن أوروبا.
ألمانيا وضعت يدها على الجرح، وتحملت المسؤولية، كما فعلت في أزمة اليونان، وجاءت إلى تركيا من أجل حل مشكلة اللاجئين، وبناء عليه قامت تركيا بالسيطرة على الهجرة في الوقت الحالي، في مقابل دعم سيقدمه الاتحاد الأوروبي للاجئين، وكذلك تحقيق وعود إزالة التأشيرات على المواطنين الأتراك لدخول دول الاتحاد الأوروبي.
لكن هذا لا يعني أنّ الاتحاد الأوروبي قد نجا من الأزمة بصورة كلية، لأنّ هناك لاجئين لا يزالون يتوافدون من افريقيا عبر بوابة ليبيا، وفي تلك الدول الافريقية لا يوجد حكومات ولا دولة أصلا من أجل الاتفاق معها لوقف هذا الزحف من اللاجئين، ولا يوجد بوادر توحي بقرب تحقيق ذلك، وسيتسمر بحث الناس على حياة افضل من خلال الهجرة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس