جلال سلمي - خاص ترك برس
51.9% هي نسبة الاستفتاء الذي تم في المملكة المتحدة للتصويت لصالح بقائها داخل إطار الاتحاد الأوروبي أو انفصالها، وقد حظي الاستفتاء بمشاركة شعبية كبيرة بلغت نحو 72% ووصفت نسبة المشاركة الشعبية بالأعلى منذ عام 1985.
وفيما ذكرت وسائل الإعلام أن المملكة المتحدة ستتجه عقب الانفصال لإجراء اتفاقية تجارة حرة مع الاتحاد الأوروبي للإبقاء على الامتيازات الاقتصادية محفوظة لصالحها، رأى خبراء أن فرصة ذهبية مثيلة ستطفو على السطح لصالح تركيا.
منذ عام 1959 وتركيا تحاول الدخول إلى الاتحاد الأوروبي، وبالرغم من إبدائها كافة الاستعدادات والإجراءات الموجبة، إلا أنها لم تظفر بفرصة الانضمام بشكل كامل، وحالت مماطلة الاتحاد الأوروبي وعدم جديته دون حصول تركيا على حقوق الدول المرشحة للانضمام.
وفيما يتعلق بالفرص التي يمكن أن تجنيها تركيا نتيجة ذلك الانفصال، أشار الخبير في الشأن الأوروبي "سنان أونجان" إلى أن الفرصة الأولى التي يمكن أن تجنيها تركيا جراء ذلك الاستفتاء، هي اضطرار الاتحاد الأوروبي لتوقيع اتفاقية تجارة حرة معها، بهدف رفع مستواها الاقتصادي الذي يمكن أن يغريها لتعاون أوسع مع الاتحاد الأوروبي، موضحًا أن الاتحاد يشهد مخاطر تفكك كبيرة عقب إعصار اللاجئين الذي أصابه مؤخرًا، مشكلًا نقطة إزعاج لأعضائه، ومن أجل تخفيف حدة الانزعاج المذكورة سيتجه لاتباع سياسة العصا والجزرة مع تركيا، لإقناعها بالعودة إلى المفاوضات فيما يتعلق بقضية اللاجئين.
وذكر أونجان، في مقاله على موقع الجزيرة ترك "هل يمكن أن يكون بريكسيت فرصة لتركيا؟" أن بريطانيا ستضطر إلى إعادة هيكلة علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي عقب خروجها، وتركيا أيضًا ستتبع بريطانيا وستعمل على الاستفادة من تلك العملية لتأسيس علاقات سياسية واقتصادية أنشط مع الاتحاد الأوروبي، لا سيما في ظل اتساع رقعة الدول الشريكة وليست العضوة للاتحاد الأوروبي مثل سويسرا والنرويج والآن بريطانيا.
وعلى ما يبدو أن تركيا يجب عليها أن تضغط على الاتحاد الأوروبي من خلال ترتيب استفتاء مماثل لذلك البريطاني، يقول أونجان إن تركيا يجب أن تنظم علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي على أساس تحصيل أكبر فائدة اقتصادية ممكنة بعيدًا عن هدف العضوية الكاملة أو الامتثال لمواثيق الاتحاد الأوروبي، مضيفًا أن فرصة تركيا للانضمام الكامل ضئيلة لذا لا خيار لها سوى الاتجاه لتحقيق أكبر فائدة ممكنة.
وتوقع أونجان أن تبذل تركيا جهودًا حثيثة لتوسيع نطاق اتفاقية الاتحاد الجمركي ونطاق التعاون المشترك للقضاء على الإرهاب، مؤكّدًا أن تركيا ستتمكن من إحراز فرصها الاقتصادية من خلال المساحات المشتركة بينها وبين الاتحاد الأوروبي.
ويرى خبراء أن تركيا ستحظى بفرصة تعاون سياسية واقتصادية واسعة مع بريطانيا التي ستكون بحاجة ماسة لتوسيع مجال تعاونها الاقتصادي مع الدول الأخرى، لتعويض ما جنته من خسائر جراء خروجها من الاتحاد الأوروبي، بحسب ما يورد الموقع الإلكتروني لهيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي.
ووفقا لبي بي سي فإنه بصرف النظر عن التصريحات السياسية المتضاربة التي ظهرت مؤخرًا بين كاميرون وأردوغان، إلا أن بريطانيا كانت من الدول الداعمة لانضمام تركيا للاتحاد الأوروبي، وبانفصالها عن الاتحاد الأوروبي، ستفقد تركيا أحد الداعمين، ولكن على صعيد متصل، ستحظى بعلاقات دبلوماسية قوية ومنفصلة مع بريطانيا، وإلى جانب ذلك ستصبح مدللة بالنسبة للاتحاد الأوروبي الذي سيحرص على إرضائها في بعض النقاط، وخاصة نقطة اللاجئين، لدرء خطر انفصال الدول الأخرى.
ومن جانبه، أكّد موقع سون خبر التركي أن هناك تقوقعًا وكمونًا واضحين خيّما على الاتحاد الأوروبي، نتيجة الصدمة التي أحدثها الاستفتاء البريطاني الذي كانت نتائجه متوقعة من قبل عدد قليل من الخبراء، موضحًا أن على تركيا الانتظار والتمتع بالنفس الطويل لتحديد علاقاتها بشكل إيجابي مع الاتحاد الأوروبي.
الجدير بالإشارة أن تركيا تسعى للحصول على فرصة الانضمام الكامل للاتحاد الأوروبي منذ عام 1959، وعلى الرغم من توقيع اتفاقية الشراكة عام 1963 واتفاقية الاتحاد الجمركي عام 1995 إلا أنها إلى اليوم لم تتمكن من تحقيق فرصة التعاون التجاري التكاملي ولم تستطع الظفر بفرصة العضوية الكاملة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!