ترك برس
رأى الخبير السياسي التركي نهاد علي أوزجان أن التحرك السريع لإدارة ترامب وتبنيه سياسة "نحن وهُم" سيكون في صالح تركيا على عكس التحرك البطيء للديمقراطيين على الرغم من أن التحرك الأمني للولايات المتحدة قد يرهق تركيا، وذلك في مقاله بصحيفة ملييت "بينما رئيس الولايات المتحدة الأمريكية يختار فريقه".
ووصف أوزجان فوز دونالد ترامب بالأمر الصاعق، مشيرًا إلى أنه يتمتع بشخصية غامضة تجعل أمر التنبؤ بأهدافه ومبادئه السياسية والاقتصادية، إلا أن فريقه الذي لا زال قيد التشكل قد يوحي ببعض السياسات المستقبلية له.
وفي هذا الصدد، أشار أوزجان إلى أن الأسماء المختارة إلى حد الآن تُشير إلى أن الولايات المتحدة ستكرس جهودها المستقبلية لإعادة اعتبارها أمام حلفائها الذين فقدوا الثقة بها نتيجة سياسة أوباما المتموجة، فأعضاء الفريق جُلهم من الجمهوريين "شبه المتشددين" ويعيرون موقوع دولتهم الاستراتيجي القوي أهمية كبيرة.
وعن تصريحات ترامب الداعية إلى التوافق مع روسيا، أوضح أوزجان أن أسماء أعضاء الفريق الجديد تدل على استحالة حدوث ذلك، فالتوافق الأمريكي مع روسيا والصين وإيران يقلل من حجم قوة الردع لدى الولايات المتحدة وهي بمثابة خط أحمر بالنسبة لهم، موضحًا أن السياسة التي ستطغى على تحرك السياسة الخارجية الأمريكية تجاه المنافسين والحلفاء بما فيهم تركيا هي سياسة "نحن وهُم".
من جانبها، أشارت الكاتبة التركية هلال قابلان إلى أن رئيس جهاز الاستخبارات الأمريكي التابع لوزارة الدفاع السابق الجنرال مايكل فلين المختار ضمن فريق ترامب سيكون على الأرجح الموجه الأساسي للاستراتيجية الأمريكية على صعيد السياسات الخارجية، موضحةً أن كتابه الأخير "إقليم الحرب" يعكس الكثير من السياسات المضادة بشكل شبه كامل للرؤية التركية في حل الأزمات العالقة، الأمر الذي ينذر باحتمالية استمرار الخلافات السياسية بين تركيا وأمريكا.
وفي مقالها "فريق ترامب وتركيا" المنشور على صحيفة صباح، بيّنت قابلان أن النقطة الأساسية التي يتفق بها فلين مع تركيا هي أن إيران وتوجهها المذهبي هي السبب الأساسي لحالة عدم الاستقرار في المنطقة، موضحةً أنه ذهب في إحدى الاجتماعات إلى ضرورة القضاء على النظام الإيراني الحالي للقضاء على حالة عدم الاستقرار، ويمكن لتركيا أن تقترب من الإدارة الأمريكية من خلال هذه النافذة، ولكن ليس لإسقاط النظام الإيراني بل لاستخدامه أداة ضغط، كما تم بينها وبين الإدارة الأمريكية بعد التقرب من روسيا.
ورأت قابلان أن دعم ترامب لجيش سني متحد مشابه للناتو لصد التمدد الإيراني قد يكون أمرًا إيجابيًا بالنسبة لتركيا التي تبذل جهودًا حثيثةً منذ سنوات لتأسيس هذا الجيش، إذ قد يمكنها ذلك من زيادة تعاونها مع المملكة العربية السعودية والدول العربية السنية الأخرى لوضع حد للتمدد الإيراني في اليمن ولبنان وسوريا والعراق.
أما "مايك بومبيو" الذي سيعينه ترامب رئيسًا لجهاز الاستخبارات الأمريكية فتشير قابلان إلى أنه من أشد الداعمين لعملية الانقلاب الأخيرة، حيث وصف أردوغان أثناء ليلة العملية "بالدكتاتور الذي يجب تنحيته"، مبينةً أن تلك التصريحات الواضحة لا تصعب العمل على تركيا بل على العكس تمامًا تجعلها أكثر استعدادًا وتمنحها فرصة أكبر للتخطيط وتحديد خطوط متقاطعة مع ما ترغب به هذه الشخصيات، على العكس من الإدارة الأمريكية الديمقراطية التي تتسم بالرياء والخداع والغموض.
وألمحت قابلان إلى أن فريق ترامب قد يتسم بشكل عام بالواقعية الشديدة والبراغماتية، مشيرةً إلى أن ترامب أيضًا رجل اقتصادي يهتم بالتكاليف والمكاسب بشكل أساسي، لذلك لن يوافق على مغامرات فريقه الذي قد يطلب منه دعم محاولة انقلاب جديدة في تركيا، ومع مقاومة تركيا وصمودها أمام تعنت هذا الفريق سيضطر ترامب للتحرك بواقعية وبراغماتية تكفل خدم المصالح المشتركة بينه وبين تركيا حسب قابلان، فكلما صمدت تركيا وتحدت بشكل أكبر اضطر هذا الفريق الواقعي للتعاطي معها على حجم قوتها.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!