ترك برس

علّقت صحيفة "فايننشيال تايمز" البريطانية على تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، التي لوّح فيها بـ"إغلاق صنبور نفط الإقليم الكردي شمال العراق"، والذي يصدّر عبر تركيا؛ رداً على عناد إدارة الإقليم وتنظيمها استفتاء الانفصال عن الإدارة المركزية في بغداد.

وقالت الصحيفة إنه على الرغم من لهجة تركيا الحادة والتهديدية، فلم تُظهِر سوى عزم قليل لإغلاق خط الأنابيب وتعطيل تدفُّق النفط من إقليم كردستان إلى السوق الدولية؛ لكونها تستفيد من التعريفات الجمركية لخط الأنابيب، وتُشكل هي نفسها ممراً للطاقة موثوقاً به للصادرات القادمة من الشرق الأوسط وروسيا.

اعتبرت الصحيفة البريطانية، وفق موقع "هاف بوست"، أنه ما لم تُغلِق تركيا خطوط أنابيب النفط، فلن تكون الحكومة المركزية العراقية قادرةً على القيام بالكثير لوقف صادرات النفط الكردية، عدا التهديد بمقاضاة الناقلات التي تحمل النفط من كردستان كما فعلت في السابق.

وأشارت إلى أنَّ الشركات العالمية لم تتزعزع حتى الآن. وبدلاً من الحد من انخراطها في المنطقة بسبب التخوُّفات من المخاطر الجيوسياسية وعدم الاستقرار، اختارت زيادة استثماراتها.

وفي وقت سابق، أعرب رئيس إقليم الكردي في شمال العراق مسعود بارزاني، عن تمنياته بألّا تعتبر تركيا الاستفتاء تهديداً لأمنها، مثمناً الدور الذي لعبته أنقرة في مساعدة الإقليم في "الأيام الصعبة".

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قال في كلمة خلال مشاركته بالمؤتمر الدولي لأمناء المظالم في مدينة إسطنبول: "فلنرَ بعد اليوم لمَن سيبيع الإقليم الكردي في العراق النفط؟ الصنبور لدينا، وعندما نغلقه ينتهي الأمر".

واعتبر أردوغان الاستفتاء على الانفصال عن العراق قراراً غير مشروع، وفي حكم المُلغى، دون النظر إلى نتائجه.

ويصدر كردستان العراق نحو 550 ألف برميل من أصل 600 ألف ينتجها في اليوم عبر أنبوب يصبّ في مرفأ جيهان التركي (جنوب) على البحر المتوسط.

ورداً على إجراء التصويت يوم الاثنين، أعلنت كل من أنقرة والحكومة المركزية العراقية إجراء مناورات عسكرية على الحدود بين البلدين؛ تحسباً لأي تطورات في المشهد العراقي.

وعلى الرغم من معارضة المجتمع الدولي، والخوف من زعزعة الاستقرار في العراق بصورةٍ أكبر، فإنَّ سوق النفط تراهن على أنَّه لن يكون هناك أي انقطاعٍ كبير في إمدادات النفط الخام القادمة من كردستان في المستقبل القريب، مهما كانت نتيجة الاستفتاء.