ترك برس
رأى دبلوماسي مصري أن موقف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عندما قال إن الإسرائيليين لن يجدوا شجرة يحتمون خلفها، "صحيح بشكل كامل ومنسجم مع الواقع"، فيما اعتبر آخر أن القمة الإسلامية المقررة في تركيا بشأن القدس، ستتخذ إجراء يحول دون تحقيق القرار الأمريكي.
وتبحث قمة إسطنبول، التي دعا إليها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، التطورات الأخيرة المتعلقة بمدينة القدس المحتلة، وسبل التصدي لقرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الخاص بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل سفارة بلاده إليها.
إضافة إلى الشطر الغربي للقدس، شمل قرار ترامب الشطر الشرقي للمدينة، الذي احتلته إسرائيل عام 1967، وهي خطوة لم تسبقها إليها أي دولة أخرى، وتتعارض مع قرارات المجتمع الدولي.
وأدى القرار إلى موجة إدانات واحتجاجات متواصلة في فلسطين والعديد من الدول العربية والإسلامية والغربية، وسط تحذيرات من تداعياتهِ على استقرار منطقة الشرق الأوسط.
ويرى مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق السفير نبيل بدر أن القمة ستتخذ إجراء يحول دون تحقيق أثار قرار ترامب، إلى جانب إعادة إخراج الملف الفلسطيني كله من دائرة التأييد إلى دائرة الفعل، والعمل على عدم إبقائهِ حكرا على الجانب الأمريكي الذي عرض نفسه لخطر افتقاد المصداقية".
وشدد "بدر" على أن "الأتراك كطرف مشارك في القمة تحركاتهم فى المنطقة هي محل تساؤلات كثيرة لكني أفصل بين تصرفاتهم السلبية فى المنطقة وملف القدس"، بحسب صحيفة "عربي21".
ونفى "بدر" بشكل قاطع أن يصل الأمر بالقمة إلى قطع العلاقات مع إسرائيل. وأكد على أن القمة الثلاثية المصرية الأردنية الفلسطينية المرتقبة بالقاهرة هي "إجراء استباقي لقمة اسطنبول من أجل تنسيق المواقف بين كل من السيسي وعباس وملك الأردن خلال القمة".
وعن غياب زعيم الانقلاب وتعمده تجاهل قضية القدس من اشتعالها، قال "بدر" إن "مصر أخرجت أكثر من بيان بخصوص الأزمة وهذا يعبر عن موقف الدولة".
من جهته قال مساعد وزير الخارجية المصري السابق عبدالله الأشعل، إن "موقف أردوغان عندما قال إنهم لن يجدوا شجرة يحتمون خلفها صحيح بشكل كامل ومنسجم مع الواقع وهو تحذير يجب ان يؤخد من جانب أمريكا وإسرائيل بشكل جدي وبكل دقة لأنهم يدفعون دفعا نحو قدر الله في اليهود فى فلسطين".
وأضاف "الأشعل"، وفق "عربي21"، أن "قرار ترامب متسرع وأحبط صفقة القرن التي كانت تجري على قدم وساق من أجل تصفية القضية الفلسطينية وهو أعاد القضية لصدارة المشهد الدولي وعلى غير رغبة الأنظمة العربية".
وبخصوص قرارات القمة الإسلامية قال: "قراراتها لن تختلف كثيرا عن قرارات القمة العربية" وعلى مستوى التمثيل استبعد الأشعل أن يكون التمثيل "مرتفعا بسبب الاحراج الشديد للأطراف العربية المشاركة فى المؤامرة على فلسطين وعلى سبيل المثال لن يحضر السيسي ولا الملك سلمان ولا أولاد زايد".
وعن الاجتماع الثلاثي فى القاهرة بين السيسي وعباس وملك الأردن قبيل يومين من قمة اسطنبول اعتبره الأشعل خطوة من أجل دراسة ردود الأفعال خوفا من عودة الشارع العربي والإسلامي للنهوض.
ورأى الأشعل أن الزعماء الثلاثة "مرتبطين بشكل وثيق بالقضية وهم من طمئنوا ترامب وشجعوه ليتخذ قراره" على حد تعبيره.
وحول موقف السيسي وتجاهله غير مرة الحديث عن القدس قال "السيسي محظور عليه أن يتكلم عن القدس وهي محرمة أن تذكر على لسان أحد من هذا الفريق".
يذكر أن منظمة التعاون الإسلامي تٌعد ثاني أكبر منظمة حكومية دولية بعد الأمم المتحدة، حيث تضم في عضويتها سبعًا وخمسين دولة موزعة على أربع قارات.
وتُمثل المنظمة الصوت الجماعي للعالم الإسلامي وتسعى لحماية مصالحه والتعبير عنها دعماً للسلم والانسجام الدوليين وتعزيزاً للعلاقات بين مختلف شعوب العالم.
وقد أُنشئت المنظمة بقرار صادر عن القمة التاريخية التي عُقدت في الرباط بالمملكة المغربية في 12 من رجب 1398 هجرية (الموافق 25 من سبتمبر 1969 ميلادية) ردًا على جريمة إحراق المسجد الأقصى في القدس المحتلة.
عُقد في عام 1970 أول مؤتمر إسلامي لوزراء الخارجية في جدة بالمملكة العربية السعودية، وقرر إنشاء أمانة عامة يكون مقرها جدة ويرأسها أمين عام للمنظمة.
ويعتبر الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين الأمين العام للمنظمة الحادي عشر، حيث تولى هذا المنصب في نوفمبر 2016.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!