أوكان مدرس أوغلو – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس
شهد المجمع الرئاسي التركي لحظات تاريخية خلال الأيام الماضية. بينما تتواصل أصداء وضع أساس مشروع المحطة النووية، الذي سيدخل تركيا مصاف القوى العالمية النووية، تجاوزت القمة الثلاثية بأنقرة أقرب العتبات إلى الحل الإنساني والسياسي في الحرب السورية.
قمة أردوغان- بوتين- روحاني قدمت على الصعيد العالمي "نموذج حل" بناء وفعال في تجاوز الأزمات الإقليمية، فضلًا عن إقدامها على حملات أحبطت الكثير من المخططات السرية تجاه سوريا والشرق الأوسط.
الأهم من ذلك أن تركيا برزت في دور "محبطة ألاعيب وصانعة ألعاب" في المنطقة.
***
يكمن الجزء الأخطر من القمة التركية الروسية الإيرانية بالنسبة لأنقرة في صياغة النص التالي من البيان المشترك بلغة حساسة:
"يرفض الزعماء كل مبادرة ترمي إلى فرض أمر واقع (في سوريا) تحت غطاء مكافحة الإرهاب، ويعبرون عن عزمهم في مواجهة الأجندات الانفصالية الرامية إلى إضعاف سيادة سوريا ووحدة أراضيها والأمن القومي لبلدان الجوار".
عندما نقرأ هذا التأكيد القوي مع عزم أردوغان على عدم التوقف حتى تطهير المنطقة تمامًا من تنظيم "بي واي دي/ واي بي جي" يمكننا القول إن تركيا أوضحت بشكل جيد "ما يهدد وجودها"، لروسيا وإيران، البلدين المتداخلين في الملف السوري، وقطعت مسافة كبيرة للوصول إلى مبتغاها.
وتُسجل نقطتان لصالح أنقرة أيضًا، الأولى هي الحيلولة دون إخراج المبادرة التركية الروسية الإيرانية من سياق مؤتمر جنيف، الذي سيحدد مستقبل سوريا، والثانية الإعلان أن مسار أستانة هو المبادرة الدولية الوحيدة التي تسهم في السلام والاستقرار بسوريا.
***
ولا بد من الإشارة إلى أن المقترح الوحيد الجديد والقابل للتطبيق في القمة الثلاثية جاء من أنقرة.
* إنشاء تركيا وروسيا مستشفى في تل أبيض لمعالجة الجرحى والمهجرين من الغوطة الشرقية يعني أن هذه المنطقة أيضًا سوف تُطهر من الإرهاب.
* الحديث عن إمكانية إدارة تل رفعت رسالة واضحة بأن تركيا وروسيا ستتصرفان معًا في هذا الخصوص.
* بدء بناء المساكن في المناطق الآمنة سيعيد المدن ذات الأهمية الاستراتيجية بالنسبة لتركيا إلى أصحابها الأصليين، وبذلك تحول أنقرة دون نشوء تهديدات أمنية في المستقبل.
وبالنتيجة، ينبغي على تركيا:
1- تحديد أسماء العناصر الإرهابية في تنظيم "بي واي دي/ واي بي جي"، الذي يغير باستمرار اسمه وشكله، واتخاذ تدابير تحول دون مشاركتهم في العملية الانتقالية بسوريا.
2- دعم اللاعبين السياسيين الذين سيبنون سوريا، وتوطيد العلاقات معهم.
3- تحويل الجيش الحر في مناطق انتشاره أولًا إلى قوة أمنية محلية، ودمجه مع الوقت في سوريا الجديدة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس