ترك برس
تطورت ولاية إزمير التركية بشكل كبير خلال السنوات الخمسة عشر الماضية لتغدو بوابة الأناضول الاقتصادية إلى الغرب، بعد أن تمكّنت من مضاعفة صادراتها أربعة أضعاف، وتحقيق قفزات ملحوظة في العديد من المجالات الصناعية.
المدينة الغربية التي تُعد ثالث أكبر مدينة في تركيا، والبالغ عدد سكّانها 4.3 مليون نسمة، باتت تُساهم بنسبة 6.23 في المئة من إجمالي الناتج القومي للبلاد، بمتوسط دخل للفرد وصل إلى 14 ألفا و257 دولار.
وبعد أن قدّمت ضرائب بقيمة 63 مليار ليرة تركية (15 مليار دولار تقريباً) العام الماضي، أسهمت بنحو 11.76 في المئة من إجمالي الضرائب في تركيا، بمُعدّل تحصيل يصل إلى 85.3 في المئة.
وتحتل إزمير المرتبة الثالثة من حيث الودائع المصرفية، بواقع 15 ألفا و932 ليرة تركية للفرد، وتوفر نحو 6 في المئة من إجمالي الإنتاج الصناعي، وإجمالي الصادرات، كما تضم اليوم 8 جامعات، و13 منطقة صناعية مُنظمة، ومنطقتين حرتين، وثلاث مناطق لتنمية التكنولوجيا، وأربع موانئ للحاويات الدولية.
إزمير التي كانت واحدة من أكبر المدن الساحلية في العالم خلال القرن الثامن عشر، تهدف اليوم لأن تصبح المدينة الرائدة على البحر الأبيض المتوسط، من خلال تنمية تجارتها الخارجية، ورفع صادراتها.
الرابعة على مستوى تركيا من حيث الصادرات
من حيث الصادرات، تحتل إزمير المرتبة الرابعة على مستوى تركيا، بحسب بيانات اتحاد المُصدّرين الأتراك (TİM)، في حين تأتي بالمرتبة الثانية بعد إسطنبول مع 77 شركة من بين أكبر 1000 شركة مُصدّرة في تركيا.
وقد شهد عدد المُصدرين في المدينة ارتفاعاً ملحوظاً خلال السنوات الأخيرة، إذ ارتفع من ألفين و973 مُصدّر عام 2002م، إلى نحو 4 آلاف و806 مُصدّرين العام الماضي 2017م، بينما ارتفعت قيمة صادراتها من 2 مليار دولار، إلى أكثر من 9.3 مليار دولار.
على الرغم من هذه الأرقام البارزة في الاقتصاد، لم تُحقق المدينة نفس النجاح في خلق فرص العمل، إذ سجّلت نسبة بطالة 14 في المئة، أي أعلى من المُعدّل الوطني، ومع ذلك لديها نسب أفضل من حيث التعليم، والصحة، والمؤشرات الاجتماعية.
ثاني أكبر اقتصاد حضري بين 300 مدينة
ومع التوسع السريع لاقتصاد البلاد، أصبحت إزمير مرة أخرى مدينةً رائدة من حيث الاستثمارات والصادرات خلال السنوات العشر الأخيرة، بعد أن انخفضت حصتها نهاية التسعينيات.
وأصبحت المدينة مركزاً أساسياً للمستثمرين الأجانب، نظراً للفرص الواعدة التي توفرها، وكانت قد صُنِفت كثاني أكبر اقتصاد حضري من بين 300 مدينة في تقرير "Global Metro Monitor 2014" الذي أعدته مؤسسة بروكينجز (Brookings)، وجي بي مورغان تشيس (JP Morgan Chase) المتخصصة في مجال الاستثمارات والخدمات المالية، وتنشط في إزمير اليوم أكثر من ألفين و553 شركة ذات رأس مال دولي.
وبحسب تقرير المدن الأكثر تنافسية في العالم الذي أصدرته شركة كونواي (Conway Inc) الأمريكية المتخصصة في النقل والشحن، كانت إزمير الأكثر تنافسية في مجال الطيران، والثالث في المواد الكيميائية والبلاستيكية، والخامسة في مجال الطاقة.
وتستضيف المدينة عدداً من الشركات العالمية الكبيرة، كشركة "Lisi Aerospace" التي تُنتج قطعاً للطائرات التجارية، ومصنع "Kale-Pratt & Whitney" الذي يُنتج أجزاء من محرك المقاتلة النفّاثة F-35 كما تضم كل من شركتي "Petkim" و"Tüpraş" للصناعات البتروكيميائية.
أكبر استثمار أجنبي في تاريخ تركيا
بدأت شركة النفط الحكومية الأذربيجانية (SOCAR) قبل سنوات باستثمار 19.5 مليار دولار في مصنع لتكرير النفط بمدينة إزمير، وهو ما يُمثّل أكبر استثمار أجنبي في تاريخ تركيا.
وستقترب إزمير من هدفها بأن تُصبح مركزاً صناعياً إقليمياً مع إطلاق مصفاة النفط، التي تُعد واحدة من أكبر عمليات تكرير النفط في أوروبا، والشرق الأوسط، وأفريقيا.
مدينة رائد في مجال الطاقة المتجددة
مع الرياح المستمرة على مدار العام، وما يقرب من 300 يوم من أشعة الشمس في السنة، تُحافظ إزمير على موقعها كمدينة رائدة في مجال الطاقة المتجددة من الرياح والشمس، إذ تولّد أكبر قدر من طاقة الرياح بواقع 241 ميجاوات في 49 محطة.
ثاني أهم مركز لصناعة المواد الغذائية
وتحافظ إزمير أيضاً على حصتها في الاقتصاد التقليدي القائم على الزراعة وتربية المواشي، إذ تُسهم صادراتها الزراعية التي يقودها القطن، والزبيب الخالي من البذور، والتين المجفف، والتبغ، بنحو 2.8 مليار دولار من العملات الأجنبية، وتُعد المدينة الثانية كأهم مركز لصناعة المواد الغذائية بعد إسطنبول.
مركز جذب للسيّاح الأجانب
تجذب إزمير الكثير من السيّاح الأجانب سنوياً لما تضمه من مناطق أثرية، فضلاً عن مناخها المُعتدل، وقد استقبلت العام الماضي 2017م نحو 763 ألف و819 سائحاً أجنبياً.
كما استقبلت المدينة التي حققت طفرة في قطاع السياحة بعد عام 2004م ما يزيد عن 533 ألف سائح من خلال الجولات البحرية، إلا أنه في العام الماضي 2017م انخفض هذا العدد إلى 55 ألف سائح، بعد إلغاء العديد من الرحلات البحرية نتيجة الصراعات الدائرة في البلدان المجاورة، والهجمات الإرهابية التي تعرضت لها تركيا، ومحاولة الانقلاب الفاشلة عام 2016م.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!