ترك برس
قامت المهندسة التركية دويغو يلماز، بدراسة تعد الأولى من نوعها في العالم، تهدف للتقليل من ضرر المواد البلاستيكية الملقاة في الطبيعة. ونتج عن الدراسة إنتاج البلاستيك الحيوي من نوى الزيتون، وتسجيل يلماز كواحدة من أنجح عشر شباب في العالم.
بدأ فضول يلماز بعمل دراسة وبحث عن نواة الزيتون لتطمئن على صحة والدها الذي يبلع نواة الزيتون في وجبة الإفطار يوميا، هل ستضر والدها أم ستنفعه؟ وبعد عامين من البحث أنتجت البلاستيك الحيوي من نواة الزيتون.
وقد تم اختيار دويغو، التي أنشأت شركة "بيوليف" (Biolive) وهي في السادسة والعشرين من العمر، في مسابقة المستثمرين لعام 2017 برعاية مجلة "إيكونومست" و(KAGIDER)، كمستثمرة واعدة في المستقبل، لإنتاجها منتجات مختلفة من البلاستيك الحيوي المضاد للبكتيريا.
تنعم يلماز بروح البحث و التطوير منذ طفولتها، فقد صنعت غسالة من محرك مروحة لغسل ملابس ألعابها عندما كان عمرها 12 عاما، ولقيت تشجيعا من والدها الذي كان يعمل مع الشرطة، وهو يذكرها بإستمرار بأن دراستها بمنحة من الدولة لذلك ينبغي عليها التفوق، ويقول: "يجب أن تكوني ناجحة لأنني لست أنا الذي أدرسك".
لم يصدق أحد أن يلماز مهندسة الأغذية، تمكنت من تأسيس شركتها للبحث والتطوير في عمر السادسة والعشرين، وأن مصدر إلهامها كان والدها الذي يبتلع نواة الزيتون كل صباح مما دفعها للتساؤل: هل النواة جيدة للمعدة أم ضارة؟ فمنعت والدها من ابتلاعها وقالت: "لو كان سيبتلعها يجب أن أحولها أولا إلى مسحوق".
عملت فور تخرجها في شركة مختصة بالعسل، وبدأت بعمل تجارب على نواة الزيتون في مختبر أسسته خارج البيت بعد خروجها من العمل مع صديقين لها، ثم أسست مؤسستها "بيوليف"، وقامت بالتزامن مع ذلك بإعطاء دروس خاصة للطلاب الذين يستعدون لامتحان الجامعة في المنزل لأنها لم تكن تملك رأس مال لإكمال أبحاثها.
كانت يلماز تعمل في اليوم 16 ساعة، ولم تستسلم أبدا، وتابعت عملها في المختبر والمنزل، ثم في مؤسستها. وفي عام 2015، صارت رائدة أعمال رئيسية في جامعة إسطنبول التقنية، واكتشفت خلال فترة أبحاثها التي استمرت عامين وأجرت خلالهما آلاف التجارب ليل نهار مع فريقها، أن المادة المستخرجة من نواة الزيتون إذا تم تحويلها إلى حبيبات يمكن استخدامها في جميع مجالات البلاستيك.
جذبت أبحاث يلماز حول تأثير الأغشية الحيوية على مضادات الميكروبات ومدة صلاحية الطعام انتباه مصنعي الثلاجات، لتقوم شركة أمريكية بعرض شراء براءة اختراعها، إلا أنها رفضت بيعها وقررت منحها لشركة فيستل التركية، التي دعمت بدورها دراسات وأبحاث يلماز في مؤسستها "بيوليف".
وبفضل هذا المنتج، تفوقت تركيا على العديد من الدول الأجنبية، حيث استخدمت البلاستيك الحيوي في العديد من المجالات من التعبئة إلى قطع غيار السيارات، ومن لهايات الرضع إلى المنسوجات.
وفي حزيران/ يونيو 2020، صنفت دويجو يلماز ضمن أنجح عشر شباب في العالم، لكونها المهندسة التي تجاوزت منافسيها الأجانب، بنجاحها في تحويل نوى الزيتون إلى بلاستيك حيوي.
وقد هنأ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان المهندسة يلماز بقوله: "تستحق المهندسة يلماز أكثر من 30 جائزة من داخل الوطن ومن خارجه، فقد سجلت ضمن أنجح عشر شباب في العالم".
تقول يلماز: "بإمكان الطبيعة تحليل البلاستيك الحيوي الذي ننتجه بنسبة 100% خلال عام واحد. سنعمل على توفيره لجميع القطاعات".
وتهدف المهندسة التركية من أبحاثها إلى جعل المواد البلاستيكية الحيوية بدائل صديقة للبيئة، حيث يمكن تحليلها في الطبيعة، ويجري العمل على إنشاء مصنع لإنتاج البلاستيك الحيوي في منطقة توزلا شرقي إسطنبول، ومن المقرر أن ينتهي بنائه في شهر أيلول/ سبتمبر المقبل، وسيقوم بإنتاج حوالي 500 طن شهريا.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!