ترك برس
عقب الإعلان عن فوز المرشح الديمقراطي، جو بايدن، بانتخابات الرئاسة الأمريكية، توجهت الأنظار في تركيا إلى مواقف السياسي الأمريكي تجاه أنقرة، لا سيما خلال توليه منصب نائب الرئيس، في عهد الرئيس الأسبق، باراك أوباما.
وكان للرئيس الأميركي الجديد موقف حاد من نظيره التركي رجب طيب أردوغان تناولته وسائل الإعلام التركية مؤخرا، والذي يتحدث فيه عن ضرورة دعم بلاده المعارضة التركية للإطاحة بأردوغان الذي وصفه بـ"المستبد".
ولا تقف تصريحات بايدن بخصوص تركيا عند هذا الحد، فقد كان ضد قرار إعادة آيا صوفيا مسجدا، واتهم أنقرة بإثارة التوتر في شرق المتوسط وتأجيج النزاع في القوقاز، وأعلن عن نيته أن يجعلها تدفع ثمن شرائها منظومة "إس-400" (S-400) من روسيا.
وطالب بمزيد من الضغط على تركيا لتخفيف التوتر مع اليونان، ودعا كذلك إلى استبعاد أنقرة من أي جهود دبلوماسية في الحرب الدائرة بين أرمينيا وأذربيجان، ودافع عن تقسيم العراق وإنشاء كيان كردي، كما عارض انسحاب القوات الأميركية من شمال سوريا، وإلى جانب ذلك فهو يدعم مشروع القانون الأرميني ضد تركيا باستمرار.
صحيفة "حرييت" التركية أوضحت أن بايدن اتخذ خلال حملته الانتخابية موقفا معاديا تجاه تركيا، فقد أصدر بيانا حول الحرب في ناغورني قره باغ حمل فيه تركيا المسؤولية، كما أنه مع بداية العام الجاري انتقد أردوغان.
وذكرت الصحيفة أن بايدن زار تركيا مرات عدة عندما كان نائبا للرئيس خلال ولاية أوباما، وعرف أردوغان جيدا، وشدد على أهمية العلاقات بين تركيا والولايات المتحدة، ومع خبرته الواسعة في السياسة الخارجية فإنه لن يتمكن من تجاهل نفوذ تركيا وقوتها في المنطقة.
وأشارت إلى أن العلاقة بين واشنطن وأنقرة ستكون جدلية في حقبة بايدن، ولا سيما في قضايا عدة من الصعب التنبؤ بشأنها حاليا، منها حرية التعبير في تركيا التي ستدخل في أجندة الولايات المتحدة، مؤكدة أن أزمة "إس-400" ستكون على جدول الأعمال المستقبلي كحجر عثرة في العلاقات بين البلدين.
من جهتها، أوضحت صحيفة "خبر ترك" أن المشكلة الكبرى في بايدن هي نظرته لتركيا بأنها بلد يقوض المصالح الأميركية في المنطقة، مبينة أنه كان واحدا من أولئك الذين دافعوا عن فرض عقوبات على أنقرة بسبب شرائها منظومة الدفاع الروسية، لكن دعم ترامب القوي لأردوغان أعاق هذه الجهود.
ونقلت الصحيفة التركية عن مقربين لبايدن أن مسألة العقوبات ضد تركيا هي الأولوية السابعة للمرشح الديمقراطي في سياسته الخارجية، وهو مصمم على تنفيذها بحلول مارس/آذار المقبل.
وشددت على أن حكومة بايدن يجب أن تتذكر أن تركيا مهمة للغاية بحيث لا يمكن مقارنتها بدول أخرى في المنطقة.
ويذكر أستاذ العلاقات الدولية في أنقرة علي باكير أن بايدن لم يتح للأتراك فرصة الشك حتى بنواياه أو طبيعة سياساته القادمة، إذ افتتح حملته الانتخابية قبل مدة بتصريحات عدائية وغير مألوفة ضد تركيا، وفقاً لما نقلته "الجزيرة نت."
ويقول باكير "بالنسبة إلى الأتراك فإن تاريخ بايدن وموقعه السابق كنائب لأوباما يشيران إلى أن سياساته ستكون عدائية عندما يتعلق الأمر بتركيا أو مصالحها، فأجندته وأولوياته تتناقضان بشكل تام مع أنقرة، خاصة إذا كان سيتبع نفس المسار السياسي الذي سلكه أوباما سابقا".
وفي معرض رده على أن تصريحات بايدن قد لا تعكس بالضرورة السياسة التي سيتبعها إزاء تركيا، يوضح باكير أنه ربما يكون هذا التخمين صحيحا، لكن إذا ما أضفنا إلى البيت الأبيض الكونغرس المعروف بعدائه التام لأنقرة نظرا لخضوعه للوبيات متعددة إسرائيلية ويونانية وأرمينية وإماراتية بالإضافة إلى المؤسسات المختلفة كوزارة الدفاع فإننا سنصل إلى استنتاج مفاده أن مثل هذا الاحتمال -إن وجد- فقد يكون ضعيفا، على حد قوله.
ويلفت الأكاديمي إلى أن سياسة أميركية أكثر عدوانية تجاه تركيا قد تفرض على الأخيرة التصعيد أو ربما تساهم في تقريب تركيا من روسيا بشكل أكبر وأسرع، وهو أمر لن يصب في حال حصوله في صالح الولايات المتحدة التي أصبحت تفتقد إلى الحلفاء الموثوقين في المنطقة.
وتداولت وسائل قبل شهرين، تصريحا لجو بايدن أدلى به في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، دعا فيه إلى التعاون مع المعارضة التركية لما قال أنه "لإسقاط" الرئيس رجب طيب أردوغان.
وسبق لبايدن أن قدم اعتذارا للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عقب تصريحات عام 2014 اتهم فيها تركيا بالتعاون مع تنظيم "داعش" الإرهابي، عندما كان نائبا للرئيس السابق باراك أوباما.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!