ترك برس-الأناضول
تجربة فريدة توفرها لزوارها منطقة كبادوكيا التابعة لولاية نوشهر وسط تركيا.
في كابادوكيا، يمكن للزائر الاستمتاع بمشاهدة المعالم التاريخية والمواقع الطبيعية الخلابة من الجو بواسطة جولات المناطيد، أو أثناء رحلات الدراجات النارية الرباعية (ATV).
وتُعد "موائد الشيطان" أو "مداخن الجنيات" في مقدّمة ما تشتهر به المنطقة، وهي أحجار على شكل أعمدة تعلوها صخور أشبه بعش الغراب، تكوّنت طبيعياً نتيجة تأثيرات الرياح والعوامل الجوية على الصخور البركانية.
وفقاً لإحصاءات وزارة السياحة التركية وبيانات المؤسسات السياحية، استقبلت كبادوكيا خلال 2019 أكثر من 3.5 ملايين زائر، محققةً بذلك أفضل مستوى لها من حيث عدد السياح.
وهذا العام، يتوقع ممثلو المنشآت السياحية في المنطقة، التي تعتبر من المراكز السياحية المهمّة في البلاد، أن يسجل عدد السياح والإيرادات رقماً قياسياً جديداً.
** آثار وطبيعة
إلى جانب "مداخن الجنيات"، تشتهر كبادوكيا أيضاً بمعالم سياحية تاريخية، منها كنائس وأديرة منحوتة في الصخر تجذب سنوياً مئات آلاف الزوار.
هذه الأديرة والكنائس الصغيرة تشتهر بطابعها التاريخي المميز، ولوحاتها الجدارية التي بقيت صامدة رغم مرور قرون من الزمن.
ويعتبر "متحف كورمه" المفتوح في كبادوكيا، واحداً من أبرز المباني التي تحتوي على العديد من المقتنيات المدرجة في قائمة التراث الثقافي العالمي لليونسكو.
أما كنائس "قرانلق" و"النظر" و"توقالي" و"إلمالي" و"القدّيسة باربرا" و"سانت باسيل"، فتستقطب العدد الأكبر من زوار المنطقة، كونها تحتوي على رسومات ترجع إلى العقود الأولى من انتشار المسيحية في منطقة الأناضول.
رغم مرور قرون طويلة، تحافظ اللوحات المرسومة على جدران وأسقف الكنائس، والتي ترجع إلى عهد الإمبراطور الروماني قسطنطين الأول، على ألقِها وأصالتها.
وتضمّ الكنائس مجموعةً فريدة من اللوحات الجدارية التي تجسّد حكاية المسيحية، والتي تجذب القسم الأكبر من زوار المنطقة.
وفي مقدمة هذه اللوحات والجداريات تلك التي تعرف باسم "الولادة" و"المعمودية" و"الدخول إلى القدس" و"رحلة إلى بيت لحم" و"عبادة المنجمين الثلاثة" و"قيامة عازر" و"العشاء الأخير" و"اليسوع على الصليب" و"كرم النبي إبراهيم".
** نشاطات تغني التجربة
لا تقتصر زيارة كبادوكيا على تعرّف المواقع الأثرية والطبيعية المميزة، بل يمكن للسياح القادمين إليها من كلّ مكان، الاستمتاع بممارسة مجموعة من الأنشطة المختلفة.
أبرز هذه النشاطات يكون خلال الفترة المسائية، حيث يذهب الزوار في جولة بين مداخن الجنيات لمشاهدة غروب الشمس، مستقلّين دراجاتٍ نارية رباعية.
إضافةً إلى ذلك، يقضي السياح الذين يشاركون في جولات على متن الخيول والجمال والدراجات النارية ومركبات الطرق الوعرة والمناطيد، وقتاً ممتعاً في كبادوكيا بين أحضان الجمال التاريخي والثقافي والطبيعي.
وقال رئيس جمعية كبادوكيا للأنشطة الرياضية آدم دميرجي، إن الجولات التي يجري تنظيمها على متن الدرّاجات النارية الرباعية تعدّ واحدة من أهم الأنشطة السياحية في المنطقة.
وأكد دميرجي لوكالة الأناضول، أن هذه الأنشطة يجري تنظيمها منذ حوالي 15 عامًا.
وأوضح أنه "جرى تعليق بعض الأنشطة السياحية خلال فترة جائحة كورونا، إلا أن تراجع الجائحة ورفع قيود التنقل بثّا الحياة في شرايين القطاع السياحي وخاصة في كبادوكيا".
وأشار دميرجي إلى أن الطلب على جولات الدراجات النارية الرباعية كبير للغاية، وأنه خلال الأشهر الخمسة الماضية شارك فيها قرابة 250 ألف شخص.
وأضاف أن ازدياد الطلب على هذه الجولات التي تقدم تجربة مختلفة للسياح، وفّر مساهمة كبيرة للقطاع السياحي في كبادوكيا بعد تراجع شهده خلال فترة الجائحة.
ولفت دميرجي إلى أن السياح غالبا يرغبون في التقاط الصور مع الدراجات النارية الرباعية عند غروب الشمس، مبينا أن القطاع السياحي في المنطقة يوفر خدماته للزوار على مدى العام.
بدوره، قال "لاي واي" (Lei Wei)، أحد السياح الصينيين المقيمين في أوروبا، لمراسل الأناضول، إن كبادوكيا مكان ممتع للغاية، وإن المشاركة في جولات الدراجات النارية الرباعية توفّر للزوار تجربة مختلفة وممتعة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!