محمد عاكف صويصال - يني شفق
منذ اندلاع حرب الاحتلال الإسرائيلي على غزة، كانت الأحداث في أوروبا، خاصةً في بريطانيا، تثير اهتمامي بشكل كبير، ففي حين كانت الحكومات الأوروبية تدعم الصهيونية التي قامت بارتكاب مجازر جماعية، كانت هناك احتجاجات من قبل شعوبها ضد هذا الظلم. وفي بريطانيا كانت الاحتجاجات أكثر إثارة للاهتمام.
وصلنا إلى بريطانيا في 10 تشرين الثاني/ نوفمبر، وشاركت في مسيرة غزة التي جرت في 11 تشرين الثاني/ نوفمبر. والحقيقة أني لم أتوقع رؤية مثل هذه الحشود الهائلة. فقد تجمع عشرات الآلاف من الأشخاص في ميدان حديقة الهايد بارك، وانضم إليهم المتظاهرون الذين تجمعوا في ميدان غرين بارك، ليشكلوا مسيرة حاشدة في وسط لندن. كانت المسيرة سلمية تمامًا من البداية إلى النهاية، وحظيت باهتمام كبير من قبل الناس هناك.
كان من المثير للاهتمام أن عشرات الآلاف من الذين شاركوا في المسيرة هم من أصل أوربي ليسوا مسلمين أو مهاجرين، شاركوا بدافع إنساني ليعبروا عن حزنهم وغضبهم جراء ما يحدث في غزة.
ومن الجدير بالذكر أن هذه المظاهرات تقام كل يوم سبت منذ 14 تشرين الأول/ أكتوبر، دون كلل أو ملل، ولا ينظمها أي حزب سياسي، ولا يلقى خلالها أي خطابات. فقط يتم تنظيم المسيرات بحمل الأعلام والهتافات، مع أن يوم السبت هو عطلة مهمة لكثير من العمال في لندن.
وفقًا للبيانات الرسمية، فإن مسيرة 11 تشرين الثاني/ نوفمبر كانت أكبر مسيرة نُظمت في لندن منذ اندلاع الصراع. وتشير تقديرات الشرطة إلى أن حوالي 300 ألف شخص شاركوا في المسيرة التي امتدت من ميدان حديقة الهايد بارك إلى السفارة الأمريكية على بعد حوالي 3 أميال (5 كيلومترات).
إقالة وزيرة الداخلية في بريطانيا
والجانب الأكثر إثارة للاهتمام هو أن رئيس الوزراء ريشي سوناك أقال وزيرة الداخلية اليمينية المتطرفة سويلا برافرمان، بعد أن أثارت الجدل إزاء وصفها مسيرات التضامن مع فلسطين بأنها "مسيرات كراهية"، واتهامها شرطة لندن بـ"التساهل الشديد" مع المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين. كما اتهمتهم"بالانحياز وتطبيق معايير مزدوجة" عندما يتعلق الأمر بالمظاهرات الداعمة لفلسطين. وتم تعيين وزير الخارجية جيمس كليفرلي وزيرا للداخلية خلفا للوزيرة المقالة سويلا برافرمان.
وأثارت إقالة براونرمان موجة من الترحيب في الأوساط الفلسطينية والعالمية، وعلق رئيس وزراء اسكتلندا حمزة يوسف على إقالة بريفرمان قائلا:"لم يسبق لأي شخص أن كان غير مؤهل لتولي منصب عام مثل سويلا بريفرمان". واعتبر تحالف "أوقفوا الحرب" أن إقالة سويلا هي انتصار عظيم لكل من يؤمن بالعدل والسلام وأن التظاهرات والمسيرات تؤتي ثمارها.
بينما اعتبرها كريس ناينهام نائب رئيس تحالف "أوقفوا الحرب" انتصاراً للحركة الاحتجاجية في الشوارع، وقال: "لا تستمعوا إلى من يقولون إن الاحتجاجات مجرد مسيرة من نقطة إلى أخرى، أو أنها لا تغير شيئاً".
لا أرغب في الإجابة على سؤال ما إذا كان شعبنا يتمتع بنفس الوعي والجهود التي رأيناها في بريطانيا لدعم الفلسطينيين في أعقاب مجزرة غزة.،لأن إجابتي قد تثير استياءكم.
للأسف، أصبح الشعور بالكسل والراحة سائداً في مجتمعنا، حيث يعتبر البعض أن "أردوغان سيتولى الأمور في جميع الأحوال"، صحيح أن أردوغان سيفعل ذلك ولكن ماذا ستقدم أنت؟
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس