ترك برس
في ضوء المجازر الوحشية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين في غزة منذ 11 شهراً، والتي أسفرت عن استشهاد أكثر من 40 ألف شخص، يستدعي الوضع تحركاً عاجلاً وفعّالاً من الدول الإسلامية. ورغم صمت المجتمع الدولي وتواطؤ القوى الكبرى مثل الولايات المتحدة وأوروبا، فإن الدول الإسلامية تمتلك الأدوات اللازمة لإحداث تغيير جذري في هذا السياق. وفقا لتقرير نشرته صحيفة يني شفق التركية.
يناقش التقرير الصادر عن يني شفق الاستراتيجيات الممكنة التي يمكن أن تتخذها الدول الإسلامية لوقف الإبادة. من بين هذه الاستراتيجيات: فرض حصار شامل من خلال إغلاق المجالات البحرية والجوية والبرية أمام إسرائيل، عزل الدول التي لا تدعم الحصار أو تتبنى سياسات قد تؤدي إلى كسره، وتأسيس جيش إسلامي موحد لتعزيز التأثير السياسي والعسكري.
كما يدعو التقرير إلى اتخاذ خطوات ملموسة مثل قطع العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع إسرائيل، ووقف التعاون الأكاديمي، وذلك استجابة للضغوط الشعبية والنداءات الدولية لتحقيق العدالة للشعب الفلسطيني. إن التحرك الجاد من الدول الإسلامية يمثل الأمل المتبقي لإنهاء هذه المأساة الإنسانية واستعادة الحقوق الفلسطينية.
وفيما يلي نص التقرير:
تقوم دولة الاحتلال الإسرائيلي بارتكاب إبادة جماعية في غزة منذ 11 شهرًا في ظل تواطؤ وصمت المجتمع الدولي. لقد تجاوز عدد الشهداء الفلسطينيين 40 ألفًا، والنظام العالمي لا يتدخل، بل يبدو وكأنه يشجع على ارتكاب هذه الجرائم. في الوقت نفسه، يراقب المسلمون هذه المجازر دون أن يتخذوا أي إجراء. إذا كانت الدول الإسلامية عازمة على إنهاء هذه المأساة واتخذت الخطوات الضرورية، التي باتت معروفة وواضحة، فإنها ستتمكن من وقف هذا الظلم بسرعة. .
ويطالب الرأي العام المؤيد لفلسطين أن تقوم الدول الإسلامية بالضغط على إسرائيل، وقطع جميع العلاقات الدبلوماسية والتجارية كحل وحيد لإيقاف المجازر. كما يطالبون بأن تقوم الدول بقطع كل أشكال التعاون مع الجامعات الإسرائيلية وتعلن أن الشهادات الجامعية الإسرائيلية لن يتم الاعتراف بها بعد الآن.إذا لم تتدخل الدول الإسلامية في قرارات بناءة فلن يتم حل مشكلة الإبادة بحق الشعب الفلسطيني.
من جهة أخرى، المؤيدون لفلسطين في العالم يطالبون على مواقع التواصل الاجتماعي بقطع العلاقات بشتى أنواعها.
ما هي الخطوات اللازمة؟
إغلاق المجال البحري
يمكن للدول الإسلامية منع السفن من الدخول إلى الموانئ الإسرائيلية أو الخروج منها. يجب فرض حظر على السفن التي تزور الموانئ الإسرائيلية من دخول الموانئ الإسلامية. على سبيل المثال، التدخل الحوثي في البحر الأحمر قلل حركة التجارة في قناة السويس بنسبة 85%، مما يبرز الأثر المحتمل للحصار الشامل.
إغلاق المجال الجوي
ينبغي على الدول الإسلامية إغلاق مجالها الجوي أمام الطائرات الإسرائيلية المدنية والعسكرية، نظرًا لاعتماد القوة العسكرية الإسرائيلية بشكل كبير على الأسلحة والذخائر واللوجستيات المرسلة جوا. لذلك إغلاق المجال الجوي من قبل الدول الإسلامية سيشكل ضربة كبيرة للحكومة الإسرائيلية.
إغلاق المجال البري
الأراضي التي تحتلها إسرائيل محاطة بدول إسلامية. إذا أقدمت مصر والأردن وسوريا ولبنان على إغلاق الحدود والطرق البرية، ستضطر دولة الاحتلال الإسرائيلي للاعتماد على البحر فقط للوصول إلى العالم. وبما أن دولة الاحتلال الإسرائيلي لديها علاقات متوترة بالفعل مع لبنان وسوريا، فإن العبء الأكبر سيكون على عاتق مصر والأردن لتنفيذ هذه الخطوة.
عزل الدول التي لا تساند حصار دولة الاحتلال الإسرائيلي
منظمة التعاون الإسلامي، التي أُسست لدعم النضال الفلسطيني، لم تعقد سوى اجتماع واحد على مستوى القادة خلال 11 شهراً شهدت فيها غزة الإبادة الجماعية.
ولم تتخذ الجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي أي خطوات فعّالة أيضًا. يجب الآن عزل الدول التي لا تدعم الحصار أو تتبنى سياسات قد تؤدي إلى كسره، وإعلانها شركاء في الجريمة.
تأسيس جيش إسلامي
يتجاوز عدد سكان الدول الـ57 في منظمة التعاون الإسلامي 2 مليار نسمة. يبلغ عدد الجنود العاملين في هذه الدول 17 مليونًا و577 ألفًا. في تركيا وحدها، يتجاوز عدد أفراد القوات المسلحة والدرك 600 ألف. وتمتلك باكستان 1.7 مليون جندي، ومصر 1.22 مليون، وإيران مليون جندي. لكي تكون الدول الإسلامية مؤثرة على الساحة الدولية، يجب أن تكون قوية على الأرض، وإذا لزم الأمر، ينبغي تأسيس جيش إسلامي.
الأمم المتحدة والمحكمة الجنائية الدولية تعترفان بارتكاب دولة الاحتلال الإسرائيلي للإبادة
قبلت محكمة العدل الدولية طلب جنوب أفريقيا وبدأت محاكمة دولة الاحتلال الإسرائيلي بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية. وقد أكدت الأمم المتحدة وجود أدلة ملموسة على ارتكاب دولة الاحتلال الإسرائيلي جرائم إبادة جماعية ضد الفلسطينيين.
وفي تقريرها الذي يتألف من 200 صفحة، أكدت الأمم المتحدة أن الاحتلال الإسرائيلي تفرض الحصار على غزة، وتقتل وتعتقل الفلسطينيين بشكل تعسفي، وتسببت في إعاقة الآلاف. وبناءً على ذلك، فإن الأسس الدولية الضرورية لدعم الحصار الذي تفرضه الدول الإسلامية قوية أيضًا.
لا تتوقع شيئا من الغرب
أصبحت الولايات المتحدة الأمريكية الراعي الرسمي والرئيسي للإبادة الجماعية من خلال تقديم آلاف الصواريخ والدعم الدبلوماسي والسياسي. كما تدعم الدول الأوروبية دولة الاحتلال الإسرائيلي، باستثناء بعض البلدان مثل إسبانيا. وتعد إنجلترا وفرنسا وألمانيا من أبرز الداعمين للإبادة. يزور قادتها تل أبيب في كل فرصة ويقمعون الأصوات المؤيدة لفلسطين. لذا، يجب على الدول الإسلامية أن تعتمد على نفسها بدلاً من الاعتماد على الولايات المتحدة وأوروبا لوقف الإبادة الجماعية.
ما الذي تنتظره الدول الإسلامية لقطع علاقاتها بحكومة الاحتلال الإسرائيلي؟
يرى محللون أنه لا بد من اتخاذ خطوات جادة لإيقاف المجازر الوحشية التي يرتكبها الاحتلال بحق الفلسطينيين في غزة.
وقد ألحقت تركيا ضربة موجعة بالاقتصاد الإسرائيلي، ولكن الدول الإسلامية لم تتخذ قراراً بقطع العلاقات التجارية قد يؤثر بشكل مباشر على دولة الاحتلال. فعلى الرغم من الضغوط الشعبية إلا أننا لا نجد أي خطوات جريئة في سياسات العديد من الدول.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!