ترك برس
أكد الكاتب والخبير التركي إيردال تانس قاراغول، في مقال تحليلي بصحيفة يني شفق، أن فشل المنظمات الدولية في إدارة العلاقات الدولية والشؤون الاقتصادية أدى إلى تآكل الثقة بها.
وذكر قاراغول أن عجز المؤسسات الاقتصادية الدولية عن مواجهة الأزمات الاقتصادية العالمية في السنوات الأخيرة، واكتفاؤها بمشاهدة الأزمات المالية العالمية تتوالى، وتحملها مسؤولية المديونية المفرطة في القارة الأفريقية، وفشلها في مكافحة الفقر، كل ذلك زاد من تآكل الثقة بها ودفع باتجاه المطالبة بإصلاحها.
وأوضح أنه يتعين على المؤسسات الاقتصادية الدولية، وعلى رأسها صندوق النقد الدولي، أن تحدد حصص الدول وفقاً لقوتها الاقتصادية، أي استناداً إلى الناتج المحلي الإجمالي لكل دولة.
وتابع المقال:
إلى جانب ذلك، يجب أن تتجاوز إدارة صندوق النقد الدولي سيطرة الولايات المتحدة ودول أوروبا.
كما أن إنهاء التقليد القائم على أن يكون رئيس صندوق النقد الدولي من الدول الأوروبية، ورئيس البنك الدولي من الولايات المتحدة، سيمثل خطوة مهمة لجميع الدول الأعضاء.
ويجب أن تراعي السياسات الاقتصادية التي تتبناها المنظمات الدولية ظروف كل دولة، ومؤسساتها، وتوازناتها الاجتماعية. فذلك سيسهم في تعزيز الثقة في تلك السياسات الاقتصادية.
ولا شك أن قيام المنظمات الدولية، وعلى رأسها البنك الدولي بإطلاق برامج تنموية للعديد من الدول الأفريقية العاجزة عن سداد ديونها، سيُشكل خطوة هامة نحو تقليل الجوع والفقر، وبناء عالم أكثر عدالة.
يجب أن تكون المنظمات الدولية أهلاً للثقة
نظراً لأننا نعيش في عصر يتأثر فيه الاقتصاد العالمي بشكل عميق بقرارات تتخذ في الأسواق العالمية، فإن المنظمات الدولية تتحمل مسؤولية كبيرة.
إن كفاءة وفعالية المنظمات الدولية أمر ضروري لإدارة الأزمات المالية المحتملة في الاقتصاد العالمي المترابط، والحد من آثارها السلبية. وإلا فإنها ستصبح عاجزة عن أداء وظيفتها.
هل توجد بدائل للمنظمات الدولية؟
لقد أدت التصورات السلبية التي تشكلت حول المنظمات الدولية في السنوات الأخيرة، وفشلها في منع الأزمات المالية ومواجهتها، إلى دفع الدول إلى البحث عن بدائل، وإقامة تحالفات واتحادات وتكاملات جديدة.
وقد برزت العديد من المبادرات والاتحادات، خاصة بين الدول النامية، بهدف سد الثغرات التي تتركها هذه المنظمات وحتى إنشاء مؤسسات بديلة لهذه المنظمات.
إن القوة الاقتصادية للاتحادات والتكاملات الناشئة، ومساهماتها في الدول الأعضاء، والإدراك الإيجابي الذي ستولدها، والمصادر المالية الجديدة التي ستطورها، ستقلل من الحاجة إلى المنظمات الدولية، وستشكل بداية حقبة جديدة على الساحة الدولية.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!