ترك برس

صدر كتاب جديد لرئيس جهاز الاستخبارات البروفسور إبراهيم قالن، يناقش فيه آثار التفاعل بين الإسلام والغرب.

وجاء الكتاب الصادر من دار نشر "الإنسان"، بعنوان "الإسلام والتنوير والمستقبل".

https://x.com/TR99media/status/1848439076875108834

يمتلك إبراهيم قالن، جانباً فكرياً وفنياً وأكاديمياً يطغى عليه جانبه السياسي، ولا يبرز إلى الواجهة إلا عند إجراء حوارات معه على مختلف وسائل الإعلام المحلية والدولية.

ويُعتبر قالن من أبرز السياسيين الأتراك في الساحة المحلية والدولية وأحد أهم مستشاري الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قبل أن يتولى قبل قرابة عام رئاسة جهاز الاستخبارات، حيث كان يقود ملف الاتصالات مع الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي.

وإلى جانب كونه سياسياً ومُفكّراً متخصصاً بالفلسفة والتاريخ وأكاديمياً حاصلاً على درجة البروفسور وله العديد من المؤلفات والترجمات، إلا أنّه يُتقن العزف والغناء، ولديه عدّة مقطوعات موسيقية غنائية تقليدية يظهر بها احترافه العزف على آلة البزق التركية التقليدية.

حياته الأكاديمية

وُلد إبراهيم قالن في مدينة إسطنبول يوم 15 سبتمبر/أيلول 1971، لعائلة أصولها من محافظة أرضروم شمال شرقي تركيا. تخرّج بشهادة في التاريخ من كلية الآداب بجامعة إسطنبول عام 1992، ثمّ سافر لاحقاً إلى ماليزيا لاستكمال دراسة الماجستير، وحصل عام 2002 على شهادة الدكتوراة في مجال العلوم الإنسانية والفلسفة المقارنة من جامعة جورج واشنطن بأطروحته التي تناولت نظرة الملا صدرا للوجود وفلسفته للمعرفة

ومن عام 2002 حتى عام 2005 ألقى قالن محاضرات في الفكر الإسلامي وعن العلاقات بين الإسلام والغرب في كليّة الصليب المقدّس وجامعة جورج تاون وجامعة بيلكنت، بحسب تقرير لـ "TRT عربي."

وأثناء دراسته للدكتوراة، أجرى دراسات أكاديمية في الفلسفة والفكر الإسلامي والفلسفة الإسلامية، وترجم للتركيّة كتاب "فكرة الوجود في الإسلام" للباحث الياباني توشيهيكو إيزوتسو وكتاب "رسائل مرسيدين" لمولاي العربي إد در كافي ومقال خليل إينالجيك بعنوان "إسطنبول: مدينة الإسلام".

شغل منصب الرئيس المؤسس لمؤسسة "سيتا" للدراسات السياسية والاقتصادية والاجتماعية بين 2005 و2009. في عام 2007 صدر له أوّل كتاب بعنوان "الإسلام والغرب"، حاز به على "جائزة الفكر" من اتحاد الكُتّاب الأتراك.

كما ساهم في العديد من الأعمال الموسوعية مثل موسوعة ماكميلان للفلسفة وموسوعة الدّين وقاموس أكسفورد للإسلام. ونُشر له كتاب "العقل والفضيلة" عام 2014 وكتاب "الوجود والفهم" عام 2015 وكتاب "أنا والآخر وما بعده: مقدمة في تاريخ العلاقات بين الإسلام والغرب" عام 2016.

وفي العام 2011 عُيّن عضواً في مجلس أمناء جامعة أحمد يسوي، كما ويلقي محاضرات لطلاب الدراسات العليا في مجال الفلسفة الإسلامية في جامعة ابن خلدون، ويشارك أيضاً في الندوات والمؤتمرات التي تنظّمها الجامعة، حيث ألقى كلمة مهمّة خلال منتدى مفكري المستقبل المسلمين. وحصل قالن في 29 مايو/أيار 2020 على لقب البروفسور.

تدرّجه داخل أروقة الدولة

بفضل تحصيله الأكاديمي المرموق وإتقانه للغة الإنجليزية عُيّن إبراهيم قالن عام 2009 مستشاراً رئيسياً لرئيس الوزراء آنذاك رجب طيب أردوغان مسؤولاً عن ملف السياسة الخارجية، وشغل منصب المنسّق في هيئة التنسيق الدبلوماسية العامة الملحقة برئاسة الوزراء عند تأسيس الهيئة في يناير/كانون الثاني 2010. وفي عام 2012، أصبح قالن مستشاراً مساعداً لرئيس الوزراء.

ومع تولي رجب طيب أردوغان رئاسة الجمهورية، عُيّن قالن مساعداً لسكرتير عام رئاسة الجمهورية. وفي عام 2014، شغل منصب المتحدث الرسمي باسم الرئاسة التركية، وعلى إثر هذا المنصب منحه الرئيس رجب طيب أردوغان لقب سفير.

ومنذ عام 2018، يشغل قالن أيضاً منصب وكيل مجلس الأمن الرئاسي والسياسة الخارجية ومنصب كبير مستشاري الرئيس التركي، قبل أن يتم تعيينه في مايو/ أيار 2023 رئيساً لجهاز الاستخبارات الوطنية خلفاً لـ هاكان فيدان الذي تولى حقيبة الخارجية.

ويُعدّ قالن مِن نُخبة السياسيين في حزب العدالة والتنمية وأحد أبرز مستشاري الرئيس أردوغان، كما ويُعتبر مِن أهمّ اللاعبين في رسم سياسات تركيا الخارجية من خلال دوره المحوري في قيادة ملف الاتصالات مع الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي.

ويتوقّع مراقبون بأن يشغل إبراهيم قالن منصباً مهمّاً في وزارة الخارجية التركية في اللحظة التي يجري فيها أيّ تعديل أو تغيير حكومي، وذلك تتويجاً للنجاحات السياسية التي حققها قالن في إدارته لملف التفاوض بشأن الملف السوري إلى جانب ممثل أمريكا الخاص للتواصل بشأن سوريا السفير جيمس جيفري، من خلال جلب الدعم الأمريكي والغربي للعمليات العسكرية التي خاضتها تركيا ضد تنظيم داعش الإرهابي، بالإضافة لمُجابهته السياسية للدعم الأمريكي والأوروبي لقيام كيان انفصالي بموازاة الحدود التركية في الشمال السوري.

اهتماماته الثقافية والموسيقية

إلى جانب اهتمامه بالفكر والفلسفة والعلوم الإنسانية أظهر إبراهيم قالن اهتماماً خاصاً بالنشاطات الثقافية والفنية، حيث إنّه وخلال دراسته في الولايات المتحدة الأمريكية اهتمّ بالتصوير الفوتوغرافي، كما عزّز مهاراته بالعزف على آلة البزق الموسيقية الشعبية التركية أو ما تعرف بـ"الباغلما" بالإضافة إلى الناي، وذلك من خلال عزفه مع فرقة موسيقية تهتمّ بعزف الأغاني والمقطوعات التراثية والشعبية.

وإلى جانب عزفه على الآلات الموسيقية، فإن قالن يُجيد غناء المقطوعات الشعبية التقليدية ومن أبرزها أغنية "لا تحزن أيها القلب" والتي غنّاها برفقة ياووز بينغول تخليداً لذكرى شهداء محاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها تركيا منتصف يوليو/تموز2016، وأدت إلى استشهاد251 مواطناً وإصابة أكثر من ألفين آخرين.

كما شارك قالن في غناء أشهر المقطوعات الغنائية التركية التقليدية، مثل أغنية المطرب الشعبي الشهير عاشق فيسيل "عدت إلى البحر الذي تعثرت بداخله"، وأغنية "مرسية عثمان الرفيع " والتي غنّاها تخليداً لذكرى شهداء معركة جنق قلعة.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!