ترك برس

جدد رئيس حزب الحركة القومية دولت بهتشلي دعوته عبد الله أوجلان، زعيم تنظيم "PKK" الإرهابي المسجون طيلة الحياة، للحديث أمام الكتلة النيابية لحزب "الديمقراطية ومساواة الشعوب" في البرلمان، للإعلان عن إنهاء الإرهاب وإلقاء التنظيم لسلاحه، وذلك غداة إقالة رؤساء 3 بلديات في ولايات ذات غالبية كردية، جنوب شرقي البلاد.

وقال بهتشلي في كلمة أمام الكتلة النيابية لحزبه، الثلاثاء، أنه لا زال يقف وراء مبادرته التي أطلقها قبل قرابة أسبوعين، مؤكدا على ضرورة فتح صفحة جديدة فيما يخص المسألة الكردية.

واستيقظت تركيا، أمس الاثنين، على نبأ إقالة رؤساء بلديات ولايتي ماردين وباطمان وقضاء "خلفتي" بولاية شانلي أورفا، وذلك بعد أيام قليلة من إقالة رئيس بلدية أسنيورت بإسطنبول. 

وذكرت وزارة الداخلية في بيان أن قرار الإقالة جاء نتيجة إدانة رؤساء البلديات هذه بـ "ارتكاب جرائم تتعلق بالإرهاب وإقامة علاقات مع تنظيم PKK الانفصالي"، معلنة تعيين مسؤولين حكوميين وصياً مكانهم.

وينتمي رؤساء البلديات الثلاثة هذه إلى حزب "الديمقراطية ومساواة الشعوب" (DEM)، فيما ينتمي رئيس بلدية أسنيورت لحزب الشعب الجمهوري (CHP) والذي يحاكم حالياً بتهم متعلقة بـ "الإرهاب" أيضاً.

وتأتي هذه التطورات بعد أقل من أسبوعين على إعلان رئيس حزب الحركة القومية دولت بهتشلي، مبادرة فُسّرت على أنها "انفتاح جديد" حول القضية الكردية.

https://x.com/TR99media/status/1853407182974341359

وتحدث بهتشلي أواخر تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، عن إمكانية حضور زعيم "PKK" المسجون، عبد الله أوجلان، إلى البرلمان بعد إنهاء عزله في السجن المؤبد، وإلقائه خطاباً أمام الكتلة البرلمانية لحزب "الديمقراطية ومساواة الشعوب" ليعلن إنهاء "الإرهاب" في تركيا، وحلّ التنظيم وتسليم السلاح.

ووصفت مبادرة بهتشلي ومقترحه بشأن "أوجلان" بـ "المفاجئ"، نظراً لصدوره عن رئيس أكثر الأحزاب القومية في البلاد، لا سيما وأنه لم يتجرأ أي حزب من الأحزاب الداعمة للأكراد في تركيا حتى الآن، على التقدّم بهذه المبادرة أو المقترح.

وفي اليوم التالي لخطاب بهتشلي، شهدت العاصمة أنقرة هجوماً إرهابياً طال شركة "توساش" للصناعات الدفاعية، حيث تبنى تنظيم "PKK" الهجوم الذي أسفر عن استشهاد وإصابة مدنيين، فيما حيدت السلطات منفذا الهجوم.

وفي الوقت الذي كانت تشهد فيه تركيا حديثاً عن مرحلة جديدة في القضية الكردية، بدأت تتوالى أخبار إقالة رؤساء بلديات وتعيين أوصياء بدلاً منهم، في تطورات وصفها مراقبون بأنها "قضت على مبادرة بهتشلي قبل أن تبصر النور".

وتواصل تركيا منذ قرابة 40 عاماً كفاحها المسلح ضد تنظيم "PKK" الإرهابي المتمركز في مناطق شمال العراق وجنوب شرقي تركيا، في صراع أودى بحياة المئات من المواطنين ورجال الأمن والجيش في تركيا.

وفي خطوة وُصفت بالتاريخية، أعلن بهتشلي خلال كلمته أمام اجتماع الكتلة البرلمانية لحزب الحركة القومية، يوم 22 أكتوبر الماضي، عن إمكانية حضور زعيم "PKK" المسجون عبد الله أوجلان، إلى البرلمان بعد إنهاء عزله.

وأوضح أن أوجلان قد يتحدث أمام الكتلة البرلمانية لحزب الديمقراطية ومساواة الشعوب، ليعلن إنهاء "الإرهاب" في تركيا، وحلّ التنظيم وتسليم السلاح، وذلك مقابل اتخاذ إجراءات تمنحه "الحق في الأمل" ضمن إطار التسوية.

و"حق الأمل" هو مصطلح يشير إلى إعطاء المحكوم عليه بالسجن المؤبد المشدد، كبديل لعقوبة الإعدام، فرصة للعودة إلى المجتمع بعد قضاء فترة معينة، مع الحفاظ على الأمل في استعادة حريته.

وينطبق هذا المفهوم على حالة عبد الله أوجلان، زعيم "PKK" الإرهـ،ـابـ،ـي، الذي يقضي عقوبته في سجن جزيرة "إيمرالي" منذ اعتقاله عام 1999 بتهمة "الخيانة والانفصال".

وكان أوجلان قد حُكم عليه بالإعدام، لكن في عام 2002 تم تخفيف الحكم إلى السجن المؤبد، بموجب قرار من حكومة بولنت أجاويد الائتلافية آنذاك، ووقع بهتشلي أيضاً على هذا القرار بصفته شريكاً في الائتلاف الحاكم.

وفي أول تعليق له على مبادرة حليفه بهتشلي، أعرب أردوغان عن دعمه الكامل لدعوة حليفه بهتشلي، قائلا إنها تفتح "نافذة لفرصة تاريخية".

وأضاف أردوغان أن الشعب التركي يرى في دعوة بهتشلي "نافذة لفرصة تاريخية انفتحت أمامنا، وهو متحمس".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!