ترك برس

قالت واشنطن إن الولايات المتحدة تسعى إلى إيجاد سبل للتواصل مع الجماعات المعارضة السورية، وتتواصل مع شركاء في المنطقة مثل تركيا لبدء دبلوماسية غير رسمية.

ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول مطلع على التطورات قوله إن دبلوماسيين قطريين تواصلوا مع هيئة تحرير الشام يوم الاثنين، وذلك في وقت تسارع فيه دول المنطقة لإقامة اتصالات مع الجماعة.

وقال نائب السفير الأمريكي لدى الأمم المتحدة روبرت وود في نيويورك "هذه لحظة لا تصدق للشعب السوري. والآن نركز حقا على محاولة معرفة إلى أين يتجه الوضع. هل يمكن أن تكون هناك سلطة حاكمة في سوريا تحترم حقوق وكرامة الشعب السوري؟".

وأشارت رويترز إلى أن الإطاحة السريعة بالرئيس السوري بشار الأسد، تركت السوريين ودول المنطقة والقوى العالمية يوم الثلاثاء في حالة من التوتر بشأن ما قد يحدث بعد ذلك في وقت اتخذ فيه تحالف المعارضة خطواته الأولى في عملية انتقال الحكم.

وعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا مغلقا في ساعة متأخرة من مساء يوم الاثنين، وقال دبلوماسيون إنهم ما زالوا في حالة صدمة من السرعة التي تم بها الإطاحة بالأسد على مدى 12 يوما، بعد حرب أهلية استمرت 13 عاما وظلت في حالة جمود لسنوات.

وقال السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا للصحفيين بعد اجتماع المجلس "لقد فوجئ الجميع، الجميع، بما في ذلك أعضاء المجلس. لذلك يتعين علينا أن ننتظر ونرى ونراقب … ونقيم كيف سيتطور الوضع".

ولعبت روسيا دورا رئيسيا في دعم حكومة الأسد ومساعدتها في قتال قوات المعارضة. وفر الأسد من دمشق إلى موسكو يوم الأحد منهيا حكم عائلته الذي اتسم بالوحشية واستمر أكثر من 50 عاما.

وبينما لا تزال الأجواء الاحتفالية سائدة في دمشق، وافق محمد الجلالي رئيس الوزراء في حكومة الأسد يوم الاثنين على تسليم السلطة لحكومة الإنقاذ التي تقودها المعارضة، وهي إدارة مقرها في الأراضي التي تسيطر عليها المعارضة في شمال غرب سوريا.

وقال مصدر مطلع على المناقشات لرويترز إن زعيم هيئة تحرير الشام أحمد الشرع، المعروف باسم أبو محمد الجولاني، عقد اجتماعا مع الجلالي ونائب الرئيس فيصل المقداد لمناقشة الترتيبات الخاصة بحكومة انتقالية. وذكر الجلالي أن عملية تسليم السلطة قد تستغرق أياما.

وذكرت قناة الجزيرة التلفزيونية أن السلطة الانتقالية سيرأسها محمد البشير، الذي كان يدير حكومة الإنقاذ قبل الهجوم.

والهجوم السريع الذي نفذته قوات المعارضة المسلحة بقيادة هيئة تحرير الشام، التي كانت مرتبطة في وقت سابق بتنظيم القاعدة، هو أحد أهم نقاط التحول في منطقة الشرق الأوسط.

وأسفرت الحرب التي اندلعت في عام 2011 عن مقتل مئات الألوف من الأشخاص، وتسببت في واحدة من أكبر أزمات اللاجئين في العصر الحديث، وتعرضت فيها المدن للقصف، وأصبحت مساحات شاسعة من الريف مهجورة، وانهار الاقتصاد بسبب العقوبات الدولية.

ولكن تحالف المعارضة لم يعلن بعد عن خططه لمستقبل سوريا، ولا يوجد نموذج لمثل هذا التحول في المنطقة المضطربة.

وارتفعت أسعار النفط بأكثر من واحد بالمئة يوم الاثنين. وبحسب محللين، يرجع ذلك بقدر ما إلى مخاوف من أن حالة الضبابية في سوريا، وهي ليست منتجا رئيسيا للنفط، قد تؤدي إلى زيادة عدم الاستقرار بالمنطقة.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!