بولنت أوراك أوغلو - يني شفق
إن دعم تركيا لتحرير تل رفعت ومنبج من احتلال تنظيم بي كي كي/ واي بي جي" الإرهابي على يد الجيش الوطني السوري أثار موجة من التصريحات اللافتة، كان أبرزها ما أدلى به الفيلسوف الفرنسي ذو الأصول اليهودية وصديق إسرائيل الصهيونية برنارد ليفي. حيث وصف تدخل تركيا بأنه "تجاوز للخطوط الحمراء الأخيرة"، وقال: "الاقتصاد التركي هشّ ولن يتحمل العقوبات. ورغم انسحاب الولايات المتحدة من سوريا في عام 2019 وتولي ترامب رئاسة البلاد، تم تعزيز القوات الأمريكية هناك لتصل من 900 جندي إلى 2000 جندي." وأضاف: "الولايات المتحدة وأوروبا تمتلكان ورقة ضغط هامة؛ وجود تركيا في حلف الناتو. فهل سنلجأ إلى تهديدها بالخروج من هذا التحالف الذي يتطلب حدًا أدنى من القيم المشتركة؟".
رسالة واضحة من الرئيس أردوغان إلى وزير الخارجية الأمريكي بلينكن: " لا وجود لتنظيم بي كي كي/ واي بي جي" الإرهابي في مستقبل سوريا"
أكد الرئيس أردوغان أن تركيا ستتخذ جميع التدابير الوقائية ضد كل التنظيمات الإرهابية التي تشكل تهديدًا للأمن القومي التركي، وعلى رأسها التنظيمات النشطة في سوريا "بي كي كي/ واي بي جي/ بي واي دي" و"داعش"، مشيرًا إلى أن تركيا، باعتبارها الدولة الوحيدة في الناتو التي خاضت مواجهة مباشرة مع "داعش"، لن تسمح لهذه التنظيمات باستغلال الوضع الميداني لصالحها. وأوضح أردوغان أن تركيا لن تتهاون في الحفاظ على الجهود المبذولة لمكافحة "داعش"، مشددًا على أنه " لا وجود لتنظيم بي كي كي/ واي بي جي" الإرهابي في مستقبل سوريا، وسيتم إحباط وجود هذا التنظيم في جميع أنحاء سوريا.
موقع الأخبار الفرنسي "ViralMag" ينشر تحليلًا يقيم آخر التطورات في سوريا
نشر الموقع الإخباري الفرنسي ViralMag تحليلًا يتناول آخر التطورات في سوريا، بقلم ستيفن سواريز، حيث أكد فيه أن "أردوغان أصبح أكثر إصرارًا من أي وقت مضى على إعادة تشكيل الشرق الأوسط"، مشيرًا إلى أن "اللعبة الكبرى لتركيا بدأت للتو". ولفت التحليل إلى أن الانهيار المفاجئ لنظام الأسد أعاد ترتيب الأوراق في الشرق الأوسط، وأضاف: "يبدو أن تركيا، بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان، هي المستفيد الأكبر من هذه الزلزال الجيوسياسي".
"أردوغان أصبح أكثر إصرارًا من أي وقت مضى" و"اللعبة الكبرى لتركيا بدأت للتو"
هناك شيء واحد مؤكد: تركيا تسعى للاستفادة الكاملة من أزمة سوريا لتعزيز مكانتها كقوة إقليمية. وبعد تدخلاتها في ليبيا والعراق وشرق البحر الأبيض المتوسط، ويبدو أن أردوغان أكثر حسمًا من أي وقت مضى في تشكيل الشرق الأوسط وفقًا لرؤيته. فهل ستشهد المنطقة (سلاما تركيا)؟ هذا ما سيتضح مع الوقت. ولكن هناك شيء واحد مؤكد: كل الأنظار موجهة الآن إلى أنقرة. وكل خطوة ستتخذها تركيا في سوريا ستُتابع عن كثب من قبل المجتمع الدولي. فاللعبة التي بدأت تحمل مخاطر كبيرة، ولكن المكاسب المحتملة لتركيا كبيرة بقدر شجاعة الرئيس. اللعبة الكبرى لتركيا قد بدأت للتو…
الفيلسوف الفرنسي ذو الأصول اليهودية وصديق إسرائيل الصهيونية برنارد هنري ليفي: "هل حان دور تركيا في اللعبة الكبيرة الجديدة؟"
أطلق الفيلسوف الصهيوني والمدافع عن إسرائيل ليفي سهاماً مسمومة باتجاه تركيا، في مقال استفزازي ومثير للجدل ادعى فيه بقلمه المأجور أن "اللعبة الكبرى" الجديدة التي تشهدها المنطقة، والتي بدأت بتفتيت الهلال الشيعي وسقوط نظام الأسد وسط ما يسميه "الحرب العالمية الثالثة"، قد حان دور تركيا فيها من بين الملوك الخمسة: إيران وروسيا والصين والدول السنية وتركيا. وزعم أن "الأمور تسير على ما يرام بفضل إسرائيل"، وأضاف: "إن تدمير حماس ونزع سلاح حزب الله وسقوط نظام الأسد لن يكون كافياً، والآن وقد ضعفت إيران، حان الوقت لتحويل أنظارنا إلى تركيا."
"اللعبة الكبرى الجديدة" والملوك الخمسة وسط الحرب العالمية الثالثة
وفي تقييمه لعام 2024، ذكر ليفي أن إيران كانت تحاول تعزيز صفوفها، وأن روسيا تسعى لإنهاء حربها ضد أوكرانيا، وأن الدول السنية بانتظار عودة ترامب، بينما تكافح الصين أزمة اقتصادية غير مسبوقة تهز النموذج الرأسمالي الجديد الذي تعتقد أنه سيستمر. وذكر ليفي أن الغرب، في إطار "اللعبة الكبرى"، يعتبر "الملوك الخمسة" (إيران، وروسيا، والصين، والدول السنية، وتركيا) تهديدًا لقيمه الخاصة، مشيرًا إلى أن العالم يشهد في الوقت الراهن ما وصفه بــ"الحرب العالمية الثالثة" ضد هذه القوى.
الخوف يسيطر على تنظيم "بي كي كي/ واي بي جي" فماذا عرضوا على تركيا وسط حالة من الذهول؟
بعد تحرير تل رفعت ومنبج في شمال سوريا من قبضة تنظيم "بي كي كي/ واي بي جي" الإرهابي بواسطة الجيش الوطني السوري المدعوم من تركيا، بدأ الجيش الوطني التحضير لعملية في عين العرب (كوباني). وبعد سقوط نظام الأسد في سوريا، اضطر تنظيم "بي كي كي/ بي واي دي" إلى خفض أعلام الولايات المتحدة التي كانت ترفرف على مبانيه. ولمنع العملية المحتملة، لجأ التنظيم إلى خطة "منطقة منزوعة السلاح تحت سيطرة الولايات المتحدة". وفي حالة من الذعر، أشار قائد "واي بي جي" الإرهابي مظلوم عبدي في تصريح له قائلاً: "نحن مستمرون في الالتزام بوقف إطلاق النار الشامل في سوريا، ونحن مستعدون لاقتراح إقامة منطقة منزوعة السلاح في كوباني". وقد جاء تصريح مشابه من السيناتورين الأمريكيين الديمقراطي كريس فان هولين والجمهوري ليندسي غراهام، حيث أكدا: "يجب على تركيا قبول وقف إطلاق النار ومنطقة منزوعة السلاح، وإلا سنقترح مشروع العقوبات الذي تم طرحه في 2019".
في الختام أود أن أود أن أعرب عن احترامي وامتناني للرئيس أردوغان، لما حققه من إحباط لخطط الولايات المتحدة وتنظيم "بي كي كي/ واي بي جي" الإرهابي، وزعيمهم مظلوم عبدي.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مواضيع أخرى للكاتب
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس