ترك برس
شهدت سوريا منذ سقوط نظام بشارالأسد يوم 8 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، بدء عودة بعض النازحين إلى ديارهم، بعد أن قضوا سنوات في مخيمات النزوح التي لجؤوا إليها هربا من بطش قوات النظام وحلفائه من الروس والإيرانيين وميليشيات حزب الله اللبناني.
وفي هذا الإطار، ذكر موقع "الجزيرة نت" أن مخيمات النازحين في ريف إدلب شهدت حركة مغادرة طفيفة من المخيمات إلى مناطقهم الأصلية التي كانت تسيطر عليها قوات نظام الأسد.
وقالت منظمة منسقي الاستجابة السورية إن 94% من النازحين تعرضت منازلهم لدمار كامل وفق استبيان أجرته المنظمة، مما يحول دون عودتهم إلى مناطقهم.
وتشهد منطقة شمال غرب سوريا منخفضا جويا فاقم أوضاع النازحين السيئة في ظل هطول الأمطار وانخفاض درجات الحرارة وعدم توفر مأوى ملائم يقيهم البرد.
ويذكر أن قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع قد أكد، في وقت سابق، أن أحد الملفات التي تحوز أولوية في أجندة الحكومة الانتقالية هي "بناء المنازل المهدمة وإعادة المهجرين حتى آخر خيمة" حسب تعبيره. وأضاف أنه سيتم اتخاذ قرارات اقتصادية وصفها بالمهمة جدا.
وفي سياق متصل، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في كلمة له، اليوم الأربعاء، أمام الكتلة البرلمانية لحزب العدالة والتنمية أن تركيا ستساعد من يريد العودة من السوريين إلى وطنهم، ولكنها لن ترغم أحدا على المغادرة.
يُذكر أن تركيا تضم على أراضيها حاليا قرابة 4 ملايين لاجئ، منهم قرابة 3 ملايين من السوريين. بجانب احتضانهم سوريين على أراضيها توفر تركيا عبر مؤسساتها الحكومية ومنظمات المجتمع المدني لديها، مختلف أنواع الدعم لمخيمات النازحين في مناطق شمال سوريا.
وفي تطور تاريخي، أُعلن الأحد 8 ديسمبر/كانون الأول 2024، سقوط نظام بشار الأسد في سوريا بعد دخول الفصائل السورية المسلحة إلى العاصمة دمشق. وقد فرّ بشار الأسد إلى العاصمة الروسية موسكو، منهياً حكمًا استمر منذ عام 2000 خلفًا لوالده حافظ الأسد.
وجاء سقوط النظام بعد ما يقرب من 14 عامًا على انطلاق الثورة السورية، وتصعيد كبير للفصائل المسلحة التي بدأت عملياتها الأخيرة أواخر نوفمبر/تشرين الثاني 2024 من مناطق ريف حلب الغربي، وصولًا إلى دمشق.
بهذا الانهيار، طُويت صفحة استمرت 61 عامًا من حكم نظام حزب البعث، و53 عامًا من سيطرة عائلة الأسد على السلطة في سوريا.
بدورها، أعلنت تركيا دعمها للإدارة السورية الجديدة بقيادة رئيس الحكومة المؤقتة محمد البشير، حيث أعادت أنقرة فتح سفارتها في دمشق بعد إغلاق دام قرابة 12 عامًا، وبعد أيام من زيارة رئيس جهاز الاستخبارات التركي، إبراهيم كالن، للعاصمة دمشق، في خطوة تُبرز دعم تركيا للتحولات السياسية في سوريا.
وفي أكثر من مناسبة، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على أن بلاده ستدعم الشعب السوري سياسيا واقتصادية ودبلوماسيا وعسكريا في مرحة ما بعد سقوط نظام البعث، معبرا في الوقت نفسه رفض تركيا القاطع لـ "الأطماع الانفصالية" في سوريا وللهجمات الإسرائيلية التي تكثفت عقب سقوط النظام.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!