ترك برس
أولى السلطان العثماني عبد الحميد الثاني، أولوية كبرى لوحدة الأراضي السورية والحيلولة دون حدوث انقسام فيها، وذلك من خلال سلسلة سياسات في شتى المجالات.
وكانت الأراضي السورية من أوائل المناطق التي أقام فيها الأتراك علاقات وثيقة بعد الأناضول.
وخلال فترة حكم السلطان عبد الحميد الثاني، كانت سوريا البلدة العثمانية التي طُبّق فيها بشكل ملموس السياسات التي عرفت حينذاك بـ "الاتحاد الإسلامي".
وفي هذا الإطار، أعطت الدولة أهمية خاصة لتطوير سوريا أثناء مرور أهم نقاط سكة حديد الحجاز عبرها.
كما تم جلب أبناء العائلات السورية البارزة إلى إسطنبول خلال فترة السلطان عبد الحميد الثاني، والاهتمام بتعليمهم عن كثب.
السلطان عبد الحميد الثاني، قام أيضاً بضبط وتسجيل العديد من الأراضي المتنازع عليها في هذه المنطقة التي تضم مجموعات عرقية ودينية وطائفية مختلفة، وذلك بهدف تعزيز ملكية الدولة العثمانية، وذلك بهدف الحد من مناطق الصراع بين المجموعات المختلفة وضمان تحقيق الاستقرار.
https://x.com/TR99media/status/1875950390736253104
ويأتي الحديث عن الانقسام في سوريا، في أعقاب سقوط نظام البعث وتعالي بعد الأصوات المنادية بنظام فيدرالي في البلاد.
وفي تطور تاريخي، أُعلن الأحد 8 ديسمبر/كانون الأول 2024، سقوط نظام بشار الأسد في سوريا بعد دخول الفصائل السورية المسلحة إلى العاصمة دمشق. وقد فرّ بشار الأسد إلى العاصمة الروسية موسكو، منهياً حكمًا استمر منذ عام 2000 خلفًا لوالده حافظ الأسد.
وجاء سقوط النظام بعد ما يقرب من 14 عامًا على انطلاق الثورة السورية، وتصعيد كبير للفصائل المسلحة التي بدأت عملياتها الأخيرة أواخر نوفمبر/تشرين الثاني 2024 من مناطق ريف حلب الغربي، وصولًا إلى دمشق.
بهذا الانهيار، طُويت صفحة استمرت 61 عامًا من حكم نظام حزب البعث، و53 عامًا من سيطرة عائلة الأسد على السلطة في سوريا.
بدورها، أعلنت تركيا دعمها للإدارة السورية الجديدة بقيادة رئيس الحكومة المؤقتة محمد البشير، حيث أعادت أنقرة فتح سفارتها في دمشق بعد إغلاق دام قرابة 12 عامًا، وبعد أيام من زيارة رئيس جهاز الاستخبارات التركي، إبراهيم كالن، للعاصمة دمشق، في خطوة تُبرز دعم تركيا للتحولات السياسية في سوريا.
وفي أكثر من مناسبة، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على أن بلاده ستدعم الشعب السوري سياسيا واقتصادية ودبلوماسيا وعسكريا في مرحة ما بعد سقوط نظام البعث، معبرا في الوقت نفسه رفض تركيا القاطع لـ "الأطماع الانفصالية" في سوريا وللهجمات الإسرائيلية التي تكثفت عقب سقوط النظام.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!