حسين بسلي - صحيفة أكشام – ترجمة وتحرير ترك برس
نعيش هذه الأيام لحظات فارقة ستغير مجرى التاريخ وستكون منعطف تاريخي جديد للأحداث في المنطقة والعالم، فالتغيرات الجارية اليوم ستشمل كل الناس على المستوى الشخصي والمجتمعي، فرغم خطورة المنعطف واهميته نرى الكثير من الناس او المفكرين وحتى وسائل اعلام محلية وعالمية لا تتماشى ولا تعيش أهمية هذه اللحظات التاريخية، وكانت صحيفة حرية من جملة المغفلين عن هذه الحقائق، ففي عددها الصادر يوم السبت الماضي قرئنا وفي الصفحة الأولى ما عنونه ب " الإرهاب والإرهاب الإعلامي" التي دافعت بشكل او بأخر عن حزب العمل الكردستاني.
في المقال نقرئ ان بعض عقول البشر تختلط بهم معايير الحياة فينحرفوا عن الجادة من اجل مكاسب حقيرة تنسيهم اولوياتهم وأوليات الوطن، نلمس في المقال وفي الوسط السياسي العام وجود سياسيين منحرفين عن أولويات الوطن ينقادون مع شهواتهم ورغباتهم السياسية فيقفون موقف المدافع عن الإرهابي حزب العمل الكردستاني، يبررون إرهاب 40 عام من القتل والنهب والحرق والتخريب والعبث بمقدرات الوطن والمواطن، إليهم أقول: اليس قتل النفس البشرية بغير حق ارهاب؟ الا ترون قطع الطرقات وإرهاب الامنين إرهابا؟ إذا لم يكن هذا ارهبا فما هو الإرهاب؟
في الحقيقة ان الامر ليس بغريب على هذه الصحيفة وامثالها، فمن يعرفها يعلم ان مثل هذه المقالات شيء طبيعي على من فقد اقل معاني الموضوعية والحرفية في سبيل إنجاح حملتهم الإعلامية، أليسوا هم أصحاب مقولة "الغاية تبرر الوسيلة"؟ ولنفهم حقيقة المعركة بالنسبة لهم نقرئ في مقال اخر تهكمهم وهجومهم على اردوغان بسبب مقولته " همّنا هو الإسلام لا شيء سوى الإسلام" وقد كان هذا المقال الذي شنّوه على اردوغان هجوما اخر في سياق حملتهم الإعلامية عليه من اجل اسقاطه او اسقاط صورته.
في مثل هذه المواقف لا نستطيع ان نكون محايدين؛ لان الحياد يعني السكوت عن الظالم، ففي مثل هذه اللحظات المهمة ومن قناعتي باننا نعيش لحظات فارقة في تاريخ تركيا يجب علينا ان نتكاتف ونتعاضد في كل ربوع الوطن كالجسد الواحد في مواجهة كل الحملات الداخلية والخارجة التي تهدف الى اضعافنا او المساس بحقوقنا، فالأكراد اخوتنا في الوطن ومواجهتنا لحزب العمال الكردستاني انما هي حملة عسكرية لتحرير الاكراد من ظلم وجبروت وطغيان هذا التنظيم الإرهابي على اخوتنا واصدقائنا الاكراد شركاء الوطن.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مواضيع أخرى للكاتب
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس