إتيان مهجوبيان – صحيفة أكشام – ترجمة وتحرير ترك برس
بينما يستعدّ الناخب التركي لخوض معركة انتخابات برلمانية جديدة، يدور في الكواليس في هذه الأيام، سؤالان مهمّان يبحثان عن جواب مُطمئن. فالسؤال الأول ينحصر في البحث عن الأسباب التي أدّت إلى ازدياد نسبة حزب الشعوب الديمقراطي الذي استطاع بفضل هذه الزيادة، تجاوز العتبة الانتخابية ودخول البرلمان التركي باسم الحزب وليس مرشحين مستقلين كما جرت عليه العادة في الانتخابات السابقة.
والسؤال الثاني هو، لمن سيصوت هذه الكتلة التي حملت حزب الشعوب الديمقراطي إلى البرلمان خلال الانتخابات المقبلة.
كما نعلم أنّ المنافسة انحصرت بين حزب العدالة والتنمية وحزب الشعوب الديمقراطي في المناطق الشرقية والجنوبية خلال انتخابات السابع من حزيران. وحينها فقد حزب العدالة والتنمية ما يقارب المليون من أنصاره في تلك المناطق. بينما كسب حزب الشعوب الديمقراطي ما يفوق المليون ونصف من أصوات الناخبين في المناطق الشرقية والجنوبية.
وإذا ما أخذنا بعين الاعتبار أنّ ما يقارب النصف مليون ناخب كردي شاب أدلوا بأصواتهم لأول مرّة في الانتخابات الماضية، فإنّ هناك ما يقارب المليون كردي ممّن كانوا يصوتون للعدالة والتنمية، أدلوا بأصواتهم خلال الانتخابات الأخيرة لصالح الشعوب الديمقراطي. فهذا الأمر واضح من خلال مقارنة نتائج انتخابات 7 حزيران بالانتخابات الماضية. وإذا ما قمنا بضمّ الأصوات التي كسبها الشعوب الديمقراطي في عموم تركيا وقارنها بخسائر العدالة والتنمية، فإنّه يتضح لنا بأنّ حزب الشعوب الديمقراطي قد استطاع الحصول على 4 بالمئة من أصوات حزب العدالة والتنمية في الانتخابات الماضية وهذا الأمر ساعد الحزب بتجاوز العتبة الانتخابية والحصول على 13 بالمئة من إجمالي الأصوات في تركيا.
لفهم ديناميكيات هذه لمسألة، علينا أن نلقى نظرة للمقالة التي كتبتها "عائشة يارجالي" والتي نشرت في موقع الجزيرة تورك.
"الناخب الذي صوّت لحزب الشعوب الديمقراطي خلال انتخابات السابع من حزيران الماضي، عبارة عن تجمّع الشعب الكردي وتكاتفه، فالناخب الكردي لم ينظر إلى ذلك التصويت على أنه عبارة عن اختيار ممثل سياسي له في البرلمان، إنّما رأى في التصويت لصالح الشعوب الديمقراطي، إلتفاف الاكراد حول بعضهم البعض. وهكذا تمّت قراءة نتائج تلك الانتخابات من قِبل المحللين وبعض الساسة.
من جانب آخر، فقد ساهم حزب العدالة والتنمية في حصد الشعوب الديمقراطي كلّ هذه الأصوات، وذلك من خلال تحديد المرشحين البعيدين عن الطبقة الاجتماعية في تلك المناطق. فالأكراد في تلك المناطق لم يكونوا راضين عن مرشحي حزب العدالة والتنمية. كما يمكننا أنّ نقول بأن العدالة التنمية أخطأ عندما ظنّ بأنّ الأكراد المتدينون سوف يدلون بأصواتهم لهم.
وبالإضافة إلى ذلك فإنّ التصريحات التي بدرت من الدّولة التركية عقب اعلان نتائج الانتخابات البرلمانية، أوحت للشعب الكردي أنّ الدّولة بدأت تكشّر عن أنيابها وبأنّ لا خلاص لهم سوى الالتفاف حول حزب العمال الكردستاني (PKK).
والخلاصة يمكننا إذا أردنا أن نجيب للسؤال الثاني، أن نقول بأنّ العامل الذي سيحدد وجهة صوت الأكراد، هو حزب العدالة والتنمية، فإن تكرّرت سياسة الحزب وطريقة انتقاء المرشحين كما في الانتخابات الماضية، فإنّه من المحتمل أنّ يبقى الأكراد في صفّ الشعوب الديمقراطي، أمّا إذا قام الحزب بتغيير مرشحيه وتصحيح الأخطاء التي ارتكبه خلال الانتخابات الماضية، فإنه من الممكن أن يحصل على صوت الناخب الكردي من جديد.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس