هلال قابلان - صحيفة صباح - ترجمة وتحرير ترك برس
أعتقد أنكم تتذكرون التسريب الصوتي الذين كان عن طريق أحد المنتمين لجماعة فتح الله غولن، والذي كان بعد زيارة أردوغان إلى واشنطن، وفيه يبشر فيه هذا العنصر بقُرب تصفية أردوغان وأوجلان وبرزاني، وبأنّ مرحلة النزاع والصدام المسلح ستعود مجددا إلى تركيا.
ونحن نتابع تقدم هذا المخطط نحو أهدافه خطوة بخطوة، حيث تم العمل أولا على زيادة قوة حزب الشعوب الديمقراطي، واستخدامه وملف داعش، ليكونا مشروع الوقوف في وجهة حزب العدالة والتنمية، وبعد ذلك قاموا باستثارة أحداث كوباني أيام 6-8 تشرين الأول/ أكتوبر، وكانت هذه الأحداث بمثابة مفترق طرق أدى إلى انقسام ذهني بين الأكراد، وهذا انعكس على صناديق الاقتراع، وبذلك دخلت تركيا مرحلة ركود سياسي.
وبعد الانتخابات بيومين، أعلن اتحاد المجتمعات الكردستاني (KCK) بأنّ أوجلان لا يملك قرار نزع السلاح منهم بسبب وجوده في السجن، مع أنّ هذا التنظيم كان يعلن دوما ومنذ بداية عملية السلام بأنّ القرارات النهائية "بيد أوجلان"، وبعد ذلك قاموا بتهميش أوجلان وقراراته ووجهات نظره.
وصل الأمر لبرزاني، فقد قدم حزب "الاتحاد الوطني الكردستاني" والذي يترأسه جلال طالباني، مشروع قرار لبرمان الحُكم الذاتي في كردستان، مفاده بأن يتم اختيار رئيس الحُكم الذاتي من قبل البرلمان وليس مباشرة من قبل الشعب، بصورة مماثلة لما كان عليه الأمر في تركيا. ويهدف مشروع القرار إلى تقليص صلاحيات الرئيس أيضا، وسيكون نتيجة ذلك ضعف احتمال فوز برزاني، واقتراب رئاسة الحُكم الذاتي في كردستان إلى أحزاب مقربة من إيران، ويهدف طالباني من هذا الحراك أيضا، إلى ربط قوات البشمركة وجهاز الاستخبارات والأمن القومي بالحكومة بدلا من كونه يخضع لسيطرة الرئيس. بالمختصر، هم أيضا يقولون "لن نجعلك رئيسا يا برزاني".
***
وقد تحولت المظاهرات التي خرجت في كردستان بحجة الأزمة الاقتصادية، إلى أعمال عنف، وحرقوا مقرات حزب كردستان الديمقراطي الذي يترأسه برزاني، وتسببت الأعمال التخريبية بمقتل 3 مدنيين بينهم طفل في الثالثة عشر من عمره، وهاجموا أيضا مقرات الأحزاب السياسية التي لا تؤيد تقليل صلاحيات برزاني.
وقد كان الملاحظ في بعض تلك الهجمات رفع أعلام وشعار حزب العمال الكردستاني، وأنّ هذه الأعمال التخريبية قامت بها عناصر على علاقة قوية من إيران، وقد قام برزاني بالرد على هذه الأعمال من خلال استبعاد أعضاء حزب "غوران" من الحكومة، ولا تستغربوا أن تقرؤوا مقالات عديدة خلال الفترة القادمة تحت عنوان "هل أصبح برزاني دكتاتورا؟".
باختصار فإنّ ما يحدث هو أنّ هناك تعاونًا بين الأحزاب الكردية المدعومة وبدعم من إيران بهدف إسقاط نظام برزاني، ويسعون جاهدين لنزع الاستقرار في كردستان العراق، ولذلك علينا تفسير ودراسة تفجيرات أنقرة من خلال هذا الجانب أيضا.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس