طه داغلي - صحيفة ستار7 ـ ترجمة وتحرير ترك برس
كانت ألمانيا وإسرائيل أكثر من تأثر وانصدم من نتائج الانتخابات الأخيرة، انتظرت إسرائيل أزمة سياسية تعصف بالبلاد بعد الانتخابات كسابقتها، لكن حصل العكس تماما، فقد صرح البروفسور افراييم انبار وقال معلقا على نتائج صناديق الاقتراع قائلا: "عصفت نتائج الانتخابات بخطط إسرائيل في المنطقة"، كما وستصبح العلاقة الإسرائيلية التركية أكثر تعقيدا بمنظور الصهيونية العالمية، في المقابل حمّلت ألمانيا حزب الشعوب الديمقراطي مسؤولية فشل تطلعاتهم.
في نفس السياق صرح البروفسور هنري باركاي وقال "إن العلاقة بين تركيا وإسرائيل ستشهد مزيدا من التعقيد والفوضى"، وقال أيضا عضو البنتاغون السابق ميشيل روبين إن رئيس الجمهورية أردوغان زاد من قوة حزب العدالة والتنمية؛ الأمر الذي سيفتح أزمات جديدة على إسرائيل.
ماذا قصد الساسة الثالث سابقي الذكر بالأزمة؟ تعمل إسرائيل اليوم على إخماد نار الانتفاضة الملتهبة بسبب تقسيم الأقصى وأعمال العنف التي تمارسه إسرائيل على الشعب الفلسطيني. وتسعى إسرائيل في تشويه الهبة الشعبية وتنفيذ مخططاتها في مصر وغزة وقناة السويس وإثيوبيا.
كانت إسرائيل تأمل في حكومة تركية ائتلافية تكون ضعيفة في سياساتها الخارجية، وتفتح المجال لعودة العلاقات الاستخباراتية بين الموساد والمخابرات التركية التي كانت قبل فترة أردوغان وهاكان فيدان تُمثل الحديقة الخلفية للموساد يرتعون ويسرحون فيها كيف يشاؤون.
كانت نتائج الانتخابات الأخيرة التي فاز فيها حزب العدالة والتنمية وأخذت مكان التحالفات والائتلافات المتوقعة بمثابة إشارة التوقف لأحلام إسرائيل في المنطقة، إذ أن تركيا هي الدولة الوحيدة القادرة على إيقاف خطط تل أبيب.
وعلى نفس الألحان كانت ألمانيا تمنّي النفس بثلاثية حزب العمال الكردستاني - حزب الشعوب الديمقراطية - وحدات حماية الشعب الكردي، فهي تُعتبر أكبر داعم لهذه الأطراف بعد الولايات المتحدة الأمريكية. كما وهاجمت الصحف الألمانية حزب الشعوب الديمقراطي على فشله وربطت نجاح حزب العدالة والتنمية بفشل حزب الشعوب الديمقراطي، وفي طبيعة الحال لم تنسى هذه الصحف الحزب الجمهوري.
لم تقتصر لائحة المُنزعجين على إسرائيل وألمانيا بل ضمت إنجلترا وغيرها الكثير من الدول، لكن اللافت في الأمر هنا أن بريطانيا فضّلت أن تُبقي ردود أفعالها تحت السيطرة وتجعل الإمارات العربية المتحدة رأس الحربة في هجومها.
يتمثل الدور الإماراتي في منع تطور العلاقات بين تركيا والسعودية وقطر، فبعد مجيء الملك سلمان تغيرت السياسيات السعودية مع الإخوان المسلمين وتركيا بالاتجاه الإيجابي، وستكون نتائج الانتخابات الأخيرة نقطة التحول في زيادة التنسيق والتعاون بين الأطراف الثلاث.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس