سامي كوهين - صحيفة ملييت - ترجمة وتحرير ترك برس
انتشرت الكثير من الأحاديث حول تخطيط تركيا لقيادة عملية برية ضد داعش، لكن تصريحات أحمد داود أوغلو يوم أمس لقناتي (CNN) العالمية و(TRT) التركية، أوضحت الحقائق تماما، ونستطيع تلخيص إجابات داود أوغلو على سؤال "هل ستقود تركيا حراكا بريا ضد داعش؟"، من خلال تصريحه التالي:
"قيادة العمليات ضد داعش من الجو لا يكفي، ونشعر بأهمية أنْ يكون هناك حراكا بريا تزامنا مع الطلعات الجوية، وإذا تم الموافقة على هذه الاستراتيجية من قبل التحالف الدولي، حينها ستقوم تركيا بدورها بالتعاون مع باقي الدول المشاركة في التحالف، لكن تركيا لن تقوم وحدها بعملية برية ضد داعش".
كان كلامه واضحا، أنقرة لا تريد إرسال جيشها المحمدي إلى سوريا من أجل قتال داعش لوحدها، فكما أنّ أمريكا وباقي دول التحالف الدولي لا تريد البدء بعملية عسكرية برية، فتركيا أيضا لن تقوم بذلك، لكن إذا غيّر التحالف رأيه، فحينها ستغير تركيا أيضا وتشارك، لكن لا يوجد أدنى إشارة على احتمالية حدوث هذا الأمر.
ويتضح من هذه التصريحات أنّ الأقاويل التي انتشرت خلال الأيام القليلة الماضية غير صحيحة، لكن تصريحات داود أوغلو يوم أمس لقناة TRT، ربما تحمل دلالات أخرى، حيث قال بأنّ "تركيا لوحدها" قد تتحرك بريا ضد داعش في حال تشكيل الأخير خطرا على أمن تركيا، بمعنى آخر، داود أوغلو يقول، لن نتردد بالرد على أي اعتداء مباشر من قبل داعش.
الغالبية مترددة بخصوص المنطقة الآمنة
تحدث أيضا رئيس الوزراء عن "المنطقة الآمنة"، مذكرا بأنّ تركيا قد طالبت منذ مدة طويلة بضرورة تشكيل هذه المنطقة في شمال سوريا، وهذا الأمر كان سيبعد خطر داعش عن الحدود التركية، وإذا تم تحقيق هذا الأمر، فإنّه سيسهل القضاء على داعش أيضا، وكذلك ستستطيع الدول توطين وتسكين اللاجئين في المنطقة الآمنة وتقديم الخدمات لهم، بدلا من تدفق المهاجرين واللاجئين، وترى أنقرة بأنّ المنطقة الآمنة ستؤثر على حزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات حماية الشعب.
وقد بدا على بعض الدول الأوروبية المتضررة من تدفق اللاجئين السوريين، مثل فرنسا على سبيل المثال، بدا أنها تنظر باهتمام إلى موضوع تشكيل "المنطقة الآمنة"، لكن لم يتشكل لديها إرادة وطلب حقيقي لأسباب متعلقة بمشاركتها العسكرية في التحالف الدولي، وكذلك لأسباب سياسية أخرى. بينما تقف روسيا وإيران ضد هذا الطلب بصورة قطعية.
لا يمكن لتركيا تشكيل المنطقة الآمنة لوحدها، وستستمر أنقرة بالدفاع عن رؤيتها وعن طلبها، والتصريحات الأخيرة التي أدلى بها داود أوغلو لقناة (CNN العالمية) تأتي كجزء من هذا الحراك.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس