ندرت أرسنال – صحيفة يني شفق – ترجمة وتحرير ترك برس
لعلكم تتذكرون الخطاب التاريخي لرئيس الولايات المتحدة الأمريكية باراك أوباما في جامعة القاهرة عام 2009 باسم "البداية الجديدة" مع تركيا ومصر، حينها أعرب أوباما عن اعتذاره وأسفه مما فعله جهاز الاستخبارات الأمريكي حينما انقلب على حكومة محمد موصادق. رغم هذا الاعتذار وغيره الكثير من الأعذار والتبريرات ما زلنا وإلى اليوم نعني من نفس تلك السياسات القديم لأمريكا في مواقفها الجديدة مع إيران؛ الأمر الذي يُنبئك بحقيقة سياساتهم.
من بين كل هذه الأسطر وبعيدا عن أي انحرافات عن السياق أقولها وبكل وضوح: إن إيران اختارت أن تتوج نهاية حربها الباردة مع الولايات المتحدة الأمريكية بإنشاء صداقة معها، في إطار هذه التطورات يجب أن نسأل: كيف ستكون علاقات إيران مع روسيا وتركيا في المقابل؟
علمت تركيا منذ البداية بأن المشروع النووي الإيراني سينتهي بموافقة أمريكا وأوروبا والدول الأخرى المعارضة له، مع ذلك لم تلبث أن عادت أمريكا إلى دور المعارض لإيران بقصة الصواريخ البلاستيكية لإرضاء حلفائها الاستراتيجيين في الشرق الأوسط وهم إسرائيل والسعودية، في المقابل لا ترى إيران في هذه المعارضة الأمريكية أي جدية حقيقية، وترى أن الأحداث ذاهبة في صورة النصر المؤزر لها.
بعد أن تحولت حالة العداوة بين إيران وأمريكا إلى حالة الحب والعشق المتبادل بين البلدين، استحق باراك أوباما جائزة نوبل على هذا الميراث الأخير له بعدما طبّع العلاقات وأجاز المشروع النووي الإيراني، والسؤال هنا: كيف سيكون شكل العلاقات بين البلدين بعد بارك أوباما في ظل استمرار الأوضاع المتوترة في المنطقة، وفي ظل التخوف الإسرائيلي الخليجي؟ إن التدخل الجديد لأمريكا باسم حل مشاكل الشرق الأوسط لا يعدوا عن كونه فتح صفحة جديدة مع إيران من منطلق المصالح الأمريكية.
بعدما بأن زيف دعوى عداوة إيران للغرب وإسرائيل أصبح الموقف الأمريكي يسير نحو تطبيع العلاقات مع طهران في طريق لا رجعة فيه، فخطوات أوباما الأخيرة التي اتخذتها إدارته ستكون نقطة البداية والانطلاق لأي رئيس سياتي من بعده. كما وأن موضوع التطبيع مع إيران لا يقتصر على أمريكا؛ بل يشمل دولًا أخرى مهمة على مستوى العالم كالصين وروسيا والهند والاتحاد الأوروبي.
فكيف ستكون العلاقات الجديد بين تركيا وإيران في إطار كل هذه التطورات؟ في البداية يجب على إيران أن تتحمل مسؤولياتها، وفي سبيل تحقيق ذلك ستعمل على تطويع علاقاتها في اتجاه زيادة وتعزيز العلاقات الاقتصادية مع البلدان الأخرى، كما وبعثت طهران بتقريرها إلى البيت الأبيض تطمئنه بأنها تنوي إعادة تنظيم العلاقات نحو سياسة أكثر استقرارًا. في المقابل تتعامل أمريكا مع ما يصلها إلى البيت الأبيض حسب مصالحها وأجنداتها الخاصة، فأين تكمن هذه المصالح؟ وكيف تكون؟
بعدما تم نشر بيان موافقة البيت الأبيض على مشروع إيران النووي أصدرت الخارجية التركية بيانها وكان فيه: "نحتفل اليوم بنجاح الجهود الدبلوماسية بين إيران ومجموعة الخمسة الكبار والاتحاد الأوروبي، كما وندعو كل الأطراف لتبني مسؤولياتهم في حفظ الأمن والاستقرار".
يُعد هذا البيان بداية جيدة للعلاقات الجديدة بين إيران وتركيا، فهل ستكون هنالك أي أزمات بعد ذلك بين البلدين؟ المؤكد هنا أن الصفحة الجديدة للعلاقات بين البلدين مليئة بالألغام، كما وأن كلا العاصمتين يملكان خريطة لهذه الألغام، فهل ستنجح العلاقات الجديدة بين البلدين؟ وكيف ستكون؟
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس