سامي كوهين - صحيفة ملييت - ترجمة وتحرير ترك برس
كانت زيارة رئيس الوزراء داود أوغلو في نهاية الأسبوع إلى طهران مبادرةً في زمان ومكان مناسبين، وهدف هذه الزيارة هو إنهاء التوترات الحاصلة مع إيران بسبب تضارب الرؤى وخاصة حول ما يجري في المنطقة حاليا ودفع العلاقات الإقتصادية مع إيران إلى الأمام.
بعد توقيع إيران اتفاقية الطاقة النووية الصيف الماضي، فتحت أبواب الدنيا لإيران وفتح المجال لكثير من المشاريع الضخمة ومليارات الدولارات مع الغرب وخلقت فرص جديدة من أجل تطور العلاقات التركية - الإيرانية بعقد صفقات ومشاريع ضخمة.
يمكننا القول إن المحادثات الثنائية التي قام بها رئيس الوزراء داود أوغلو في مجال الاقتصاد كانت مثمرة، فالهدف منها هو زيادة حجم التبادل التجاري إلى 30 مليار دولار بين البلدين، بالإضافة إلى أن هناك استثمار كبير في إيران بالنسبة للمستثمرين والمتعهدين الأتراك طبعا من أجل هذا سوف يتطلب جهد كبير للتنافس مع المستثمرين الغرب.
"المنظور المشترك"
تطرق رئيس الوزراء مع القادة الإيرانيين كذلك إلى الموضوع الرئيسي في المنطقة "الأزمة السورية" والتي أدت إلى اختلاف في وجهات النظر بين البلدين.
لم يُخفِ داود أوغلو استمرار اختلاف وجهات النظر بين أنقرة وطهران في البيان الذي أصدره من طهران، فقط من أجل إزالة هذا الاختلاف نوه أوغلو إلى ضرورة العمل على تطوير منظور مشترك بين البلدين، ولتحقيق هذا الهدف وضع داود أوغلو 5 مبادئ، واحدة من هذه المبادئ أن مشاكل المنطقة لا تحل من قبل القوى الخارجية بل يجب أن تحل من قبل "الأطراف الإقليمية"، لكن بصراحة ليست هناك فرصة لتحقيق هكذا مبدأ، لأن من الخيال أن تترك القوى الخارجية كروسيا وأمريكا حل الأزمة السورية لنا وتترك الساحة، أما بالنسبة "للأطراف الإقليمية" أي مثل إيران والسعودية فإن بينهما عداوة وهما بعيدان كل البعد عن الاتفاق في حل الأزمة السورية.
المواقع المعاكسة
في الواقع، إن موقف تركيا وإيران حيال الأزمة السورية مختلف تماما فإيران مع روسيا تحمي نظام الأسد عسكريا وبالمقابل تشترط تركيا رحيل الأسد لحل الأزمة السورية.
فقط تتفق إيران وتركيا على وحدة الأراضي السورية وعدم تقسيمها، وتقفان معا ضد التظيمات الإرهابية.
ولكن عمليًا، إن مواقع هاتين الحكومتين لا تبدو أبدًا على خط واحد، لكنها تبدو على الطاولة الآن على أنها خارطة طريق.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس