أفق أولوطاش – صحيفة أكشام – ترجمة وتحرير ترك برس
انهالت الانتقادات اللاذعة وغير المنصفة على تركيا وحكومتها بعدما تعلّق بعض الدبلوماسيين وغيرهم من الصحفيين بالقضية التي طار بها جان دوندار تحت مسمى صحفي مجهول الهوية بشأن فضيحة المخابرات التركية والنقل الدولي في تهريب الأسلحة، في تلك الأثناء كان أحد كارهي الإسلام مارشل روبين قد نشر مقالا في صحيفة أمريكية حمل عنوان "لو حصل انقلاب في تركيا فإن أمريكا ستصمت عنه".
عملت تركيا كما في كل لدول المدنية وعبر أجهزتها المخصصة على إيقاف كل ما هو خارج القانون من نشر امور تمس بالدولة في قضية الاستخبارات والنقل الدولي، وعملت أجهزة الاستخبارات على ضبط الأمور في إطار حرية الصحافة المسموحة، لكن الأمر لم يقتصر على الصحافة المحلية، بل جاب دولا كثيرة كأمريكا وهو يدّعي ويقول إن تركيا تسلّح وتدعم المعارضة؛ ليتهموها بأنها صديقة لهم وهو ما يُعد في أبجدياتهم بالأمر الممنوع! نعم هو الأمر من جذوره ممنوع عند تلك الأطراف، لكنه لا ينتهي عند هذا الحد، بل وصل إلى أن تقوم أجهزة استخبارات أجنبية بإيصال صور ولقطات فيديو تغطي الحدث لصحيفة الجمهورية، لتقوم من بعدها الصحيفة بكل ما أوكل لها.
أثيرت النقاشات وتجادل الناس في وجوب حبس المتورطين في القضية من عدمه، كما وتأرجحت الآراء وتذبذبت في اعتبار المسالة قضية في إطار "حرية الصحافية" أم "إفشاء لإسرار الدولة"، لكن وكما أوضحت أعلاه فالأمر أكبر وأخطر بكثير من مجرد تعدي للحرية الصحفية، ولهذا فإنني أرى أن تأخذ القضية مجراها القانوني حتى يتم ضبط المتهمين ليعاقبوا على ما فعلوه.
وكنتيجة لما سبق فانه من الواجب ضبط واحتجاز كل الدبلوماسيين المتورطين أيضا في القضية، إذا يجب اعتبار تدخلاتهم هذه غير مشروعة وجرح في السيادية التركية، لكن وكما رأينا فإن بعض هؤلاء الدبلوماسيين لم يكن فقط متحضر للدفاع عن نفسه في المحاكم بل رأيناهم وهو يتحدون ويجابهون بكل وقاحة وصفاقة، فالقنصل الإنجليزي العام يقول وبكل تبجح بان القضية لا تعدوا عن "حرية الصحافة" وإن تركيا ستحدد حقيقة مسلكها السياسي بناء على كيفية تعاملها مع هذه الأزمة، فهو لا يرى أي ضير أو مانع من هتك السيادة التركة بينما يرى عكس ذلك ويتصرف بأكثر مما فعلنا هو وغيره مع وكيلي ليكس وبعض ما جاء في الغارديان.
بعدما نقلت جماعة فاتح الله غولن الإرهابية كل اجندتها لتصبح في السلة الأمريكية باتت تضع نصب عينيها الانقلاب على أردوغان باسم عداوتهم معه، فكما قال نيكون روبين "لو قاموا بانقلاب آخر لن يكون أمرا مرفوضا"، فهم وباسم "حرية الصحافة" و"العدالة" و"الإنسانية" و"الديمقراطية" وبطرحهم سؤال: "أي الطرق تريد أن تسلك تركيا" يريدون تنفيذ الانقلاب المصري بالنسخة التركية.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس