ترك برس
تُعرف الريادة، في قاموس إدارة الأعمال، بأنها عملية إبداعية تهدف لإنشاء مشروع تجاري فريد، من خلال توفير المصادر وتنظيم الموارد اللازمة بشكل يضمن نجاحه لأطول مدة زمنية ممكنة.
وبالنظر إلى أن الجمهورية التركية ليست غنية بالثروات الطبيعية مثل النفط أو الغاز الطبيعي، فإن ذلك يدفعها إلى الاعتماد في قطاعات الصناعة والتجارة والخدمات على الثروة البشرية الريادية والخطط الاقتصادية الاستراتيجية وإنتاج السلع المميزة، ودعم الحكومة للمشاريع الاقتصادية الوليدة، وجذب الاستثمار ورأس المال الخارجي للداخل وغيرها الكثير من العناصر التي يمكن أن تغني تركيا عن غناها بالثروات الطبيعية لتحقيق مستوى مرموق من النمو والتنمية على أصعدة عدة.
يؤكّد رئيس جمعية قطاع المعادن في تركيا "فاتح محمد كاجابير" أن العامل الأكبر والأقوى لتركيا على الصعيد النمو الاقتصادي هو عنصر الريادة، مشيرًا إلى أن تركيا أدركت أن ريادة الأعمال لا يمكن أن تحقق نجاحات في مجالات معينة إلا من خلال تقديم الدعم والحوافز لها من الحكومة للمساهمة في إظهار المواهب الدفينة لدى رواد الأعمال، منوهًا إلى أن تركيا أدركت ذلك في ستينات القرن الماضي حينما أنشأت "مجلس الأبحاث العلمية والتكنولوجية التركي توبيتاك" في عام 1963.
ويثمّن كاجابير دور توبيتاك بعد 50 عامًا على تأسيسها، قائلًا إنها خرجت آلاف رواد الأعمال الذين يمتلكون براءات اختراع في عدد من المجالات التي باتت تشكل عمودًا أساسيًا في التجارة الخارجية التركية، مشيرًا إلى أن تركيا أصبحت اليوم في المرتبة الثالثة أوروبيًا في مجال تدوير المعادن، والفضل في ذلك يعود إلى الدعم المادي والتدريبي والاحتواء الذي قامت وما زالت تقوم به مؤسسات دعم الريادة البشرية في تركيا.
ووجّه كاجابير عددًا من النصائح للاستفادة من الثروة البشرية وتطويرها على النحو الآتي:
ـ الاهتمام بالطالب وتنمية فكره وطموحه منذ المرحلة الابتدائية، كما فعلت حكومة حزب العدالة والتنمية هبر نظام التعليم 4 زائد 4 زائد 4 أي 4 سنوات ابتدائية ومن ثم يحدد الطالب المجال الذي يرغبه، مثل علمي أو أدبي أو صناعي أو زراعي، وبذلك يطور الطالب قدراته الإبداعية منذ نعومة أظفاره.
ـ دعم الشباب الرياديين ودعم مشاريعهم، وذلك ما تقوم به الحكومة التركية من خلال مؤسسة "إيش كور"، بمعنى "أسس مشروع" التي أسست عام 2003.
ـ فتح الآفاق أمام نوابغ المجتمع بإشراكهم بمشاريع ومسابقات إقليمية وعالمية تُنمي قدراتهم.
ـ توفير قروض مريحة السداد للشركات الصغيرة والمتوسطة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!