ترك برس
قال الكاتب والمحلل السياسي التركي إسماعيل ياشا، إن هناك أمر يجب ألا تتغافله أنقرة، وهو وجود تيار خليجي يعادي تركيا ورئيسها رجب طيب أردوغان، لأن عداء هذا التيار للرئيس التركي متأصل لا يتزعزع، ويتمنى سقوطه مهما كانت عواقبه، مشيرًا أن المنتسبون لهذا التيار الخليجي لم يخفوا فرحتهم باحتمال نجاح محاولة الانقلاب في الخامس عشر من تموز/يوليو الماضي.
وفي مقال له بصحيفة "عربي21"، أضاف ياشا: "كمثال واضح لموقف هؤلاء من محاولة الانقلاب في تركيا، كتب رئيس اللوبي السعودي في الولايات المتحدة، سلمان الأنصاري، في حسابه بموقع التواصل الاجتماعي الشهير تويتر، ليلة محاولة الانقلاب، أن تركيا بلا أردوغان: استقرار أكثر لمصر في سيناء وانفراجة أمنية أكبر في ليبيا وانحسار لميليشيات فجر ليبيا ووضوح أكبر في الموقف مع سوريا".
وأردف قائلا: "قد يقول قائل إن ما كتبه الأنصاري يمثل نفسه، وقد يكون ما يقوله صحيحا، إلا أن ذلك لا يغير شيئا من الحقيقة، وهي أن ذلك التيار الخليجي المعادي لأردوغان له نفوذ قوي في السعودية، وأن هؤلاء الذين يعادون الرئيس التركي ويعملون ليل نهار لتشويه سمعته ويقال إنهم لا يمثلون إلا أنفسهم، أقرب إلى قلوب صناع القرار في السعودية من الإخوة الطيبين الذين يرون ضرورة التقارب بين أنقرة والرياض للدفاع عن أنفسهما وحل مشاكل المنطقة والأمة".
وشدّد الكاتب على أن رغبة تركيا في التقارب مع السعودية لمواجهة المخاطر والتحديات والمؤامرات صادقة، وتدرك أنقرة جيدا أن هذا التقارب لصالح البلدين والمنطقة بأكملها، وبالتالي أعلن أردوغان بشكل صريح وقوف تركيا إلى جانب السعودية في مواجهة قانون جاستا، وإن كان ما يدور حول وجود تنافس داخل الأسرة المالكة في السعودية صحيحا فإن ذلك لا يعني تركيا، لأنه شأن سعودي داخلي لا تتدخل فيه تركيا، ولا تدعم طرفا ضد آخر.
وأوضح أن تركيا نجت قبل أقل من ثلاثة أشهر من محاولة انقلاب دموية قامت بها مجموعة من الضباط الموالين للكيان الموازي، وأطلقت الحكومة التركية عملية شاملة لتطهير أجهزة الدولة من خلايا هذا التنظيم الإرهابي، وارتفعت شعبية أردوغان والحكومة بين المواطنين بشكل غير مسبوق، في ظل تأييد المعارضة لمكافحة الكيان الموازي، كما أن الاقتصاد التركي تجاوز صدمة محاولة الانقلاب وآثارها السلبية. ولكن القوى الداعمة للانقلابيين ستواصل محاولاتها لاستهداف تركيا وإرادة شعبها.
واعتبر ياشا أن المملكة العربية السعودية هي الأخرى مستهدفة من قبل القوى ذاتها التي تستهدف تركيا، ولعل قانون جاستا خير دليل على ذلك، كما أن هناك مشاكل اقتصادية تعاني منها المملكة لأسباب عديدة كتراجع أسعار النفط وغيره، بالإضافة إلى ما يقال حول وجود تنافس بين ولي العهد الأمير محمد بن نايف وولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!