ترك برس
قال رئيس تحرير مجلة باري ماتش الفرنسية، جيل مارتن شوفية، إنّ الشارع التركي محق في تقييمه للاتحاد الاوروبي على أنه نادٍ مسيحي، لأنّ الاتحاد بالفعل كذلك، فلو كانت تركيا دولة غير إسلامية لانضمت إلى الاتحاد قبل سنين.
في تصريح لوكالة الأناضول التركية، أوضح شوفية: "زرت مصر وعمري 18 عاماً، وانتقلت بعدها إلى المملكة العربية السعودية وشاهدت تنوع الثقافة الاسلامية وغناها وتاثّرت بها، المسيحيون يخشون من المسلمين وهذه الخشية مصدرها النظام التعليمي".
وأضاف: "الأوروبيون يتجاهلون عظمة الحضارة الإسلامية وغناها، وهذا ناجم عن عقدة الفوقية التي تسيطر على عقولهم"، مشيرًا أنّ تركيا كانت الأكثر تسامحاً بين الدول الأوروبية، والدولة العثمانية فتحت أحضانها للعديد من اليهود الفارين من إسبانيا.
وتابع شوفية في هذا الخصوص: "الأوروبيون عندما كانوا يفرون من الظلم، كانوا يحتمون بالدولة العثمانية، غير أنّ التاريخ لم يدوّن في صفحاته حالات فرار من الدولة العثمانية ولا حالات احتماء بالدول الأوروبية، وهذا من أهم الخواص المنسية".
وأشار الصحفي الفرنسي إلى أن لدى الأوروبيين قناعات خاطئة حول الإسلام، فلو كانت تركيا دولة تمتلك النفط، لإنضمت منذ سنين إلى الاتحاد الاوروبي، مع العلم أنّ تركيا موجودة منذ 40 عاماً في العديد من المؤسسات الأوروبية.
وتابع: "ففي القرن التاسع عشر لم يكن أحد يصف الدولة العثمانية بالرجل المريض للقارة الأسيوية، بل كانت هذه الدولة توصف بالرجل المريض للقارة الأوروبية، وهذا الوصف يشير إلى أنّ تركيا ترتبط بجذور تاريخية مع أوروبا والساسة الأوروبيين يتعمدون طمس هذه الحقيقة واتباع أسلوب الغوغائية في هذا الخصوص".
ولفت شوفية إلى أن وجود أعداد كبيرة من المهاجرين المسلمين سواء في فرنسا أو في عموم دول الاتحاد الاوروبي، ولّدت لدى شعوب هذه الدول شعور الخوف من استيلاء هؤلاء على بلدانهم.
وبيّن أنّ هذا الوضع دفع بالأوروبيين إلى إطلاق أحكام مسبقة تجاه تركيا ودفعهم للاعتقاد بأنهم سيواجهون نفس المشاكل التي يعانونها من المهاجرين، في حال تمكنت أنقرة من الانضمام إلى الاتحاد الاوروبي.
وأردف قائلًا: "يعتقدون بأنهم سيعانون من مشاكل في حال انضمام تركيا إلى الاتحاد الاوروبي، إلّا أنّ انضمام الأخيرة إلى الاتحاد سيعود بالضرر إليها، لأن الصناعة في تركيابدأت تتطور، والبطالة فيها قليلة قياساً بالبطالة الموجودة في أوروبا، ولهذا فإنّ الأتراك لا يستولون على أوروبا، إنما الأوروبيين يستولون عليها ويشترون المنازل منها، وبالتالي فإنّ الأتراك هم من يتضررون من انضمامهم إلى الاتحاد الاوروبي".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!