التحذير الأول من أردوغان إلى ترامب | ترك برس

كورتولوش تاييز - صحيفة أقشام - ترجمة وتحرير ترك برس

تجنب الرئيس أردوغان لمدة طويلة الحديث عن الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب. والذي كان له النصيب الأكبر حتى قبل تولي منصبه. وبمجرد جلوس ترامب على كرسي الرئاسة حتى صدر التقييم الأول عن أردوغان.

حيث حذر الرئيس أردوغان في تصريح أصدره قبيل زيارته إلى جنوب إفريقيا الرئيس ترامب بشأن سياسته تجاه الشرق الأوسط.

وقد عبر الرئيس عن النقاط التي أثارت انتباهه قائلاً: "سيادة الرئيس ترامب إننا بانتظار كيف ستكون توجهاتكم حول الشرق الأوسط. لأننا على علم ببعض التصريحات المتعلقة به، وهي مزعجة للغاية. ونحن كدولة من الشرق الأوسط نحترم كلّ الأراضي في بقاع الأرض. وفيما يتعلّق بهذه المسألة سأذهب لزيارة السيد ترامب، وسنتطرّق لكلّ هذه المواضيع".

في حين كانت الجملة الأخيرة للرئيس هي الأهم بهذا الخصوص بقوله: "تعد تركيا من أقوى الدول في منطقة الشرق الأوسط. وليس من الصائب أن يتدخّل أيّ شخص بأمورنا سواءً من قريب أو بعيد لأنه بذلك سيكون وقع بخطأ تاريخي جسيم".

ويفهم من حديث الرئيس أردوغان عن "علمنا ببعض التصريحات المزعجة"، إمكانية وجود تقارب لدى الرئيس الأمريكي الجديد يفسح المجال بعض الشيء لتغييرات بالخريطة المتعلقة بسياسة الشرق الأوسط. لأن ترامب سيقضي على وحدة الأراضي السورية والعراقية مثلما فعل سابقيه، وربما يفتح المجال أمام تفاقم أكبر بالعلاقات المتأزمة بين كلا البلدين بإصراره على سياسة ستدعم إقامة دويلات جديدة في الشرق الأوسط.

أما الأهم فهو؛ الوقوع في "خطأ تاريخي" على حد تعبير الرئيس أردوغان في حال إقدام الرئيس ترامب على صياغة سياسة شرق أوسطية لا تراعي تركيا ومتابعة النسق التي اتخذته إدارة أوباما فيما مضى. مما يعني فقدان الولايات المتحدة الأمريكية تركيا "كحليف تقليدي".

ولهذا يمكننا القول إن الرئيس أردوغان يحذر ترامب من الوقوع في "خطأ تاريخي" منذ الآن، بناء على "بعض التصريحات المزعجة" التي علمت بها أنقرة.

وتدل هذه التصريحات على انتقال العلاقات التركية الأمريكية إلى مرحلة صعبة جداً. ستحددها سياسة ترامب الجديدة تجاه الشرق الأوسط. لأن انحياز ترامب إلى العملية الجارية في الشرق الأوسط وتأييد حروب ستقلب نسيج المنطقة رأساً على عقب سيؤدي إلى إحداث توجه أسوأ من السابق في العلاقات بين أنقرة وواشنطن.

أعود وأكرر اعتقادي بأن المباحثات المباشرة ستكون حاسمة. ولهذا يفضل انتظار اللقاء الأول بينهما.