إلنور تشيفيك - صحيفة غازيتي برليك - ترجمة وتحرير ترك برس
عقدت المفاوضات السورية في أستانة عاصمة كازاخستان واختمت بسلام محققة نجاحًا فريدًا. وسط تهليلات روسيا وتركيا وإيران بهذا النجاح.
لم يكن الهدف من تلك المفاوضات التوصل إلى حل سياسي في سوريا خلال مدة زمنية قصيرة وبعصا سحرية. بل التمهيد لحل حقيقي وطويل الأمد في نهاية المطاف عبر اتخاذ خطوات تدريجية وقد تحقق ذلك بالفعل.
بفضل نجاح روسيا وتركيا في إجلاس المعارضة (باستثناء المجموعات الإرهابية مثل داعش وجبهة النصرة وحزب الاتحاد الديمقراطي) والنظام السوري على طاولة واحدة وتأمين بقائهم على تلك الطاولة حتى نهاية المفاوضات.
إن وجود وقف إطلاق نار الجاري بصعوبة في الوقت الحالي سيراقب بآلية ثلاثية أنشأت من قبل روسيا وتركيا وإيران يظهر اتخاذ أولى الخطوات على طريق إحلال السلام بنجاح.
وبالرغم من تصريح بشار الجعفري مندوب سوريا الدائم في الأمم المتحدة بقوله: "كان مؤلماً بالنسبة لنا أن نجلس في نفس القاعة ونفس الغرفة مع سوريين يعملون للسلطات الأجنبية ويرتبطون بأجندات مختلفة" فقد وصفت المفاوضات "بالناجحة". كما أنها مؤشر عن مدى التوجه الإيجابي نسبياً لتلك الإجراءات.
وبالتالي أدى كبح تركيا للمعارضة، مقابل كبح روسيا للنظام السوري بالتزامن مع كبح إيران للميليشيات التابعة لها إلى هذه النتيجة.
بالواقع يمكن الشعور بتفاؤل حذر من أجل سوريا عقب تلك الخطوات الأولية. وإن لم يبدو واضحاً جداً لدى البعض تلك المنجزات جميعها ولكنها تمثل نجاحاً بحد ذاته بالتوصل إلى نتيجة في أستانة بالرغم من التركيبة السورية المعقدة وسلسلة المشاكل. مما يعني وجود سبل أخرى عديدة من أجل التوصل إلى الحل والسلام ولكنها تحتاج إلى صبر كبير.
حيث بدأت العلاقات الوثيقة المتنامية بين تركيا وروسيا تؤتي ثمارها في سوريا. مما قد يساهم في إحلال السلام بالمنطقة فعلياً.
بالإضافة إلى تلقي الولايات المتحدة الأمريكية وإدارة الرئيس الجديد ترامب التي بقيت خارج اللعبة دروساً من هؤلاء جميعاً مفادها أن العالم بوسعه الاستغناء عن حزب الاتحاد الديمقراطي أم تركيا فلا يمكن الاستغناء عنها ...
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس