ترك برس
استعرض الكاتب المحلل السياسي التركي، إسماعيل ياشا، تحليلًا حول علاقات تركيا مع دول الخليج العربي والعوامل التي أدت إلى تدهورها قبل أعوام، وإعادة تطبيعها خلال الآونة الأخيرة.
جاء ذلك في مقال نشره موقع "عربي21"، بالتزامن مع الجولة الخليجية التي أجراها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، خلال الأيام القليلة الماضية، وشملت مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية وقطر.
وأشار الكاتب التركي إلى أن الانقلاب العسكري الذي قام به الجيش المصري للإطاحة بالرئيس الشرعي المنتخب محمد مرسي، كان أكبر عامل في تدهور العلاقات الخليجية التركية، بسبب اختلاف موقفي الطرفين منه.
وقال إن تركيا كانت ترغب آنذاك في استمرار هذه العلاقات التي تخدم كلا الطرفين، بغض النظر عن اختلاف وجهات النظر إزاء الملف المصري، إلا أن الطرف الخليجي، باستثناء قطر، بادر بمعاداة تركيا، بناء على قاعدة "من لم يقف إلى جانب السيسي فليس منا"، التي أعلن عنها العاهل السعودي الراحل عبد الله بن عبد العزيز، في برقية تهنئة بعثها إلى قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي بمناسبة فوزه برئاسة مصر وقال فيها: "من يتخاذل عن دعم مصر لا مكان له بيننا".
وبناء على القاعدة ذاتها، سحبت ثلاث دول خليجية سفراءها من الدوحة.
وأوضح ياشا أن السياسة الخارجية المبنية على تصنيف الدول في خانة الأصدقاء أو خانة الأعداء، وفق مواقفها من الانقلاب المصري، تخلت عنها السعودية لمجرد جلوس الملك سلمان بن عبد العزيز على عرش المملكة.
واعتبر أن ذلك كان أول خطوة باتجاه تطبيع العلاقات التركية الخليجية لمكانة الرياض في البيت الخليجي، كما أدَّى إلى تطبيع العلاقات السعودية القطرية.
وأضاف الكاتب: "تركيا ترى أن علاقات دول الخليج مع الدول الأخرى شأن يخص تلك الدول، ولا ترى في العلاقات الخليجية المصرية أو غيرها، عائقا أمام تحسن العلاقات التركية الخليجية لخدمة المصالح المشتركة في الظروف الإقليمية المضطربة".
وخلص إلى أن "هذا المنطلق، كان من أهم العوامل التي شكلت أرضية لعودة المياه في العلاقات التركية الخليجية إلى مجراها الطبيعي، وهو الذي سيساعد جميع الأطراف للحفاظ عليها في المستقبل".
وبدأ أردوغان الأحد الماضي جولة خليجية، استهلها بزيارة البحرين، والتقى الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ثم توجه إلى السعودية حيث التقى الملك سلمان بن عبد العزيز، وبعدها إلى قطر حيث التقى الأمير تميم بن حمد آل ثاني.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!