ترك برس
استبعد خبراء ومحللون سياسيون لجوء قطر وتركيا إلى تشكيل تحالف مع إيران ضد المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية، في ظل التوتر في علاقات الدوحة مع الرّياض، وأنقَرة مع واشنطن.
ويرى مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، عبد الله الأشعل، أن "صناعة تحالف قطري تركي مع إيران أمر صعب؛ لأنه يقفز على ثوابت في العلاقات مع السعودية وأمريكا لا يمكن تجاوزها، رغم ما يبدو من خلاف على السطح".
وخلال حديثه لموقع "عربي21"، أوضح الأشعل أنه "في الحالة التركية الأمريكية، فإن أنقرة لا تأمن جانب الدب الروسي إلا بعلاقات ثابتة المعالم مع واشنطن، حتى لو كانت هناك مواقف متناقضة بين البلدين، وخاصة المسألة الكردية".
وأضاف: "العلاقات السعودية التركية أيضا، لا تخلو من الثوابت التي تحرص عليها أنقرة ولا تضحي بها، وخاصة أن بينهما تماهيا كبيرا حول الملف السوري، بمواجهة رغبات إيران وروسيا، وبالتالي لا يمكن لتركيا فض العلاقة مع السعودية والانضمام لإيران التي تقف ضد مصالحها بسوريا"، وفق تقديره.
وأكد الأشعل أنه "لن يكون هناك حلف بالمعنى المتعارف، ولكنها قواسم مشتركة تجمع تركيا وقطر وإيران على هامش العلاقات الاستراتيجية"، موضحا أنه "لن تكون لتركيا وقطر علاقات ضد السعودية وأمريكا، فجميعهم يحافظون على خيط رفيع".
وأشار الأشعل لوجود "توتر مكتوم بين الرياض وأنقرة"، اعتبره "من مضاعفات الأزمة السورية"، وبسبب ما أسماه "شعور السعودية بأنها دولة عظمى بغياب مصر، تنافس المشروع الإيراني والتركي".
وحول الوضع القطري، أكد الأشعل، أن "ما يحدث بين الدوحة والرياض وأبوظبي ليس إلا عاصفة وزوبعةٍ ستنتهي، وقطر تعرف كيف تمرر هذه الأزمات وتخرج منها بلا خسائر، كما أنه لا يمكنها الاقتراب أكثر من إيران التي لا تأمنُ أطماعها"، مضيفا: "ومع ذلك لن تتخلى عن الإخوان المسلمين في نفس الوقت"، كما قال.
بدوره، أكد المحلل السياسي محمد الزواوي؛ أنه "بالرغم من أن علاقات أنقرة وقطر مع إيران على الصعيد التجاري واستيراد الغاز جيدة، إلا أن ذلك وحده لا يمكن أن يمثل محددات تحالف ثلاثي بينها في مواجهة القيادة الأمريكية لدول الخليج".
وقال الزواوي: "إن قطر لا تملك أن تخلع يدها من التحالف الأمريكي، أحد أهم ضمانات النظام السياسي وكذلك لمحددات أمنها القومي، حيث أن التهديد لا يأتيها فقط من دول الخليج ولكن من إيران أيضا".
وبحسب موقع "عربي21"، أوضح أنه "إذا ما خلعت قطر يدها من التحالف الأمريكي، فمن يضمن لها ألا تتغول عليها إيران التي لديها أهداف توسعية في كامل الخليج؟"، وفق قوله.
وأضاف: "النظام القطري لا يملك خيارا فيما يتعلق بتحالفه مع واشنطن، ولكن الخلاف الأساسي معها ومن ثم دول الخليج يكمن في تعاطي قطر مع الجماعات الإسلامية ومن ضمنها حركة حماس".
ويرى الباحث المتخصص في الشأن التركي أن "الخطوات الأمريكية الأخيرة جاءت بالأساس لعزل تركيا ومنع تقوية علاقات أنقرة مع دول الخليج، ومنعها من عمل مزيد من القواعد العسكرية وكذلك تقليص حجم التبادل التجاري بينهما فيما يتعلق بالسلاح التركي والحفاظ على حصة واشنطن من سوق ذي ربح مغر".
وتابع الزواوي: "وعلى الجانب التركي الإيراني فإن علاقاتها تتحسن اقتصاديا، ولكن تسوء سياسيا مع تحفظات أنقرة على الأجندة المذهبية التي تسعى طهران لفرضها على المنطقة وصراعاتها".
وأوضح الزواوي أن "هدف واشنطن النهائي هو تأمين إسرائيل والتفريق بين القوى الإقليمية لقيادة كل منهم على حدة، وعزل تركيا يؤدي إلى تنفيذ ذلك الغرض الأمريكي"، وفق تقديره.
في المقابل، يعلق المحلل السياسي، سمير العركي بالقول: "كل شيء في السياسة جائز"؛ مؤكدا أن "هناك تقاربا إيرانيا مع قطر وتركيا، كما تجمع أنقرة علاقات تجارية واتفاقيات اقتصادية بطهران، ما يمكن الدول الثلاث من تشكيل تحالف يقلل من آثار الضغط الغربي والخليجي عليهم"، بحسب تعبيره.
وإثر زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسعودية 20 أيار/ مايو الماضي، شنت وسائل إعلام محسوبة على السعودية والإمارات حملة شرسة على قطر، على خلفية تصريحات مفبركة منسوبة لأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، رغم نفي الدوحة صحة التصريحات وتأكيدها أن موقع وكالة الأنباء القطرية قد تم اختراقه.
وفي الملف التركي، ورغم لقاء الرئيس رجب طيب أردوغان والأمريكي ترامب بواشنطن قبل أسبوعين، إلا أن علاقات البلدين شهدت توترا بدأ مع إعلان واشنطن، تزويد المسلحين الأكراد بسوريا بأسلحةٍ ومدرعات، وهو ما رفضه وزير خارجية تركيا جاويش أوغلو، حيث حذر من تداعيات تسليح الوحدات الكردية، معتبرا أنه أمر "لا يليق بحليفٍ أو صديق".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!