ترك برس
رأى المحلل السياسي الروسي، أيدين ميهدييف، أن الموقف التركي الأخير الداعم للفلسطينيين بشأن المسجد الأقصى قد يحدث تصدعا في العلاقات بين أنقرة وتل أبيب، وأن أول المتأثرين بهذا التصدع سيكون مشروع نقل الغاز الإسرائيلي إلى تركيا.
وكتب ميهدييف مقالا في صحيفة برافدا ذكر فيه إن العلاقات بين أنقرة وتل أبيب كانت تبدو كأنها تسير نحو تحالف استراتيجي. فقد توصل البلدان إلى اتفاق ينص على بناء خط أنابيب لنقل الغاز من الموانئ الإسرائيلية إلى أوروبا عبر الأراضي التركية.
لكن الأحداث التي جرت أخيرا في فلسطين وانعكاساتها على الموقف التركي الرسمي قد يكون لها أثرها في العلاقات بين أنقرة وتل أبيب. وكان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو قد صرح بأن "تركيا تدعو البلدان الإسلامية إلى الاعتراف باستقلال فلسطين ضمن الحدود الإقليمية التي كانت قائمة قبل حرب 1967".
وقد أثار هذا التصريح موجة من الاستياء في تل أبيب. وفي ظل هذا الوضع، يثار هنا سؤال حول المصير المستقبلي لتحالف الغاز بين البلدين.
وينوه الكاتب إلى أن فلسطين كانت على مدى أربعة قرون جزءا من الإمبراطورية العثمانية الضخمة. لذا، فإن اهتمام أنقرة بالأحداث التي تجري في فلسطين يمكن تفهمه، وخاصة بعد تدهور الوضع من جديد في الأراضي الفلسطينية، حين أعلنت السلطات الإسرائيلية عن فرض قيود جديدة على تأدية الصلاة في الحرم القدسي الشريف، ومنعت الفلسطينيين الذين تقل أعمارهم عن 50 عاما من الوصول إلى هناك.
وقد تضامن سكان اسطنبول أيضا مع الفلسطينيين في رفضهم للقيود الإسرائيلية، وخرجوا في تظاهرات احتجاج ضد السياسة الإسرائيلية، وطالبوا الحكومة الإسرائيلية بإلغاء القيود المفروضة على الفلسطينيين في الحرم القدسي الشريف.
وعلى خلفية نشاط الشارع التركي في تضامنه مع الفلسطينيين، انعقد في العاصمة التركية يوم الثلاثاء الماضي اجتماع لوزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي. وفي محاولة للتعبير عن دعمه للمنتفضين الفلسطينيين، دعا وزير الخارجية التركي البلدان الإسلامية إلى عدم الاعتراف بحق إسرائيل في السيطرة على الأراضي التي احتلتها في حرب الأيام الستة عام1967. وفي الوقت نفسه، أعرب مولود جاويش أوغلو عن تضامن بلاده مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في تأكيده أنه "لن يعود إلى طاولة المفاوضات مع إسرائيل، ما دامت لا تعترف بمبدأ "الدولتين"، وقيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية.
وعلى الرغم من أنه لم يصدر بعد رسميا موقف يعبر عن وجهة نظر الحكومة الإسرائيلية إزاء تصريحات وزير الخارجية التركي الموجهة ضد إسرائيل، فإن المراقبين أخذوا يتساءلون عن مدى تأثير ذلك على العلاقة بين البلدين وتحالف الغاز المزمع إنشاؤه.
ووفقا للمحلل الروسي فقد أظهرت تصريحات وزير الخارجية التركي مدى هشاشة التحالف السياسي والطاقة بين أنقرة وتل أبيب كما يؤكد المطلعون. وعلى الرغم من تطابق الموقفين التركي والإسرائيلي حيال سوريا، وسعي البلدين معا لتعزيز المكانة الذاتية في سوق الطاقة الأوروبية؛ ما سيكون له تأثيره في إضعاف مكانة "غازبروم" الروسية هناك، فإن وضع مدينة القدس، حيث تميل أنقرة لدعم الفلسطينيين قد يُحدث صدعا بين تركيا وإسرائيل.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!