صحيفة أوراسيا دايلي - ترجمة وتحرير ترك برس
في إطار اتفاقية تصدير منظومة الصواريخ المضادة للطائرات طراز إس-400 الروسية إلى تركيا، من المرجح أنه سيتم إنشاء قاعدة عسكرية روسية في تركيا. ووفقا للرئيس السابق لروستيخ، سيرغي تشيميزوف، وقبل تثبيت منظومة الدفاع الصاروخي الروسية في تركيا، ستوقع أنقرة مع موسكو اتفاقًا حول التعاون العسكري التقني. وبناء على هذا الاتفاق وقبل نقل هذه المنظومات، قد تطالب روسيا بإنشاء قاعدة عسكرية على الأراضي التركية، في حين ستعمد إلى نشر قواتها هناك، وذلك وفقا لما نشرته صحف تركية.
وخلال الزيارة التي قام بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى أنقرة، تم إحراز تقدم كبير فيما يتعلق بشراء منظومات الدفاع الصاروخي الروسية. وفي الأثناء، تولي روسيا اهتماما خاصا بمسألة ضمان الأمن في المجال الجوي على طول شبه جزيرة القرم والبحر الأسود وتركيا وسوريا بالإضافة إلى أنها تعمل على تعزيز استراتيجيتها المتكاملة في الشرق الأوسط.
عموما، تستعد روسيا لتسليم أربع منظومات صواريخ طراز إس-400 لصالح تركيا، مع العلم أنه ينبغي أن يتمركز الجيش الروسي في مواقع تركيب هذه المنظومات. وسيقع توضيح بعض الحيثيات على غرار مدة الخدمة المتفق عليها فضلا عن تفاصيل أخرى في الاتفاقية.
وبمساعدة منظومة الدفاع الجوي إس-400، تتوقع تركيا أن تنجح في الحد من العمليات التي تقوم بها القيادة الأمريكية بالتعاون مع قوات سوريا الديمقراطية في سوريا. كما ستعمل تركيا على التصدي للحصار المفروض على قواتها المسلحة.
في حقيقة الأمر، ما فتئت القيادة الأمريكية تؤمن دعما جويا كبيرا لوحدات حماية الشعب في سوريا، فضلا عن دعمها من خلال مدها بالمعلومات الاستخبارية والتقنيات الضرورية. ووفقا لبعض وسائل الإعلام، تعد كل الموارد وأجهزة الاستخبارات والوسائل التكنولوجية الأمريكية مُتاحة لفائدة حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردية.
في الحقيقة، قد يكون لتنفيذ اتفاق منظومات إس-400، عواقب عسكرية وسياسية خطيرة، إلا أن هذه التوقعات تظل غير مؤكدة. وقد دخلت الصفقة الروسية التركية فيما يتعلق بمنظومات إس-400 مرحلة التنفيذ العملي. وفي الآونة الأخيرة، اتفق الطرفان على النقاط المالية ضمن هذا الاتفاق، أي شروط القرض الروسي حتى تتمكن تركيا من شراء منظومات صواريخ مضادة للطائرات. ووفقا لوزارة الدفاع التركية، من المتوقع أن تتسلم أنقرة أول دفعة من هذه المنظومات في سنة 2019.
من جهة أخرى، وقع التنديد بالأخبار التي تم تداولها فيما يتعلق ببناء قاعدة عسكرية روسية في تركيا. ففي حقيقة الأمر، لا تزال تركيا عضوا في منظمة حلف شمال الأطلسي على الرغم من كل الصعوبات الحالية التي تشهدها البلاد على مستوى علاقاتها مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، علما وأن أنقرة لا تعتزم الانسحاب من الحلف. في المقابل، يعد احتمال وجود قاعدة عسكرية روسية على الأراضي التركية إلى جانب عضوية أنقرة في حلف شمال الأطلسي أمرا في غاية التناقض.
في العديد من المناسبات، لم تتوانَ أنقرة عن توجيه سيل من الاتهامات لواشنطن، على خلفية ممارساتها في سوريا، خاصة فيما يتعلق بالمسألة الكردية. ويحيل ذلك إلى أن أنقرة ومن خلال هذه الصفقة مع روسيا، ترنو إلى إظهار مدى غضبها إزاء سياسة واشنطن. خلافا لذلك، تعد عملية تركيز قاعدة عسكرية روسية في تركيا بمثابة خطوة متقدمة جدا في إطار تصعيد التوتر بين تركيا والولايات المتحدة، مع العلم أن العلاقات التركية الأمريكية لن تشهد انفراجا في المستقبل القريب.
على العموم، لا يقتضي تسليم منظومة إس-400 أو أي منظومة أخرى قبول الطرف الثاني ضمن الاتفاق بأي التزامات عسكرية، إلا أنه من المتوقع أن يظهر متخصصون روس في تركيا، وتحديدا في مواقع تركيز المنظومات الروسية. ولكن ذلك لا يعني بالضرورة إنشاء قاعدة عسكرية روسية في تركيا. وتجدر الإشارة إلى أن وسائل الإعلام التركية، تحاول إثارة حفيظة الولايات المتحدة الأمريكية من خلال تناول مسألة القاعدة الروسية على أراضيها، الأمر الذي من شأنه أن يستفز واشنطن.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!