ترك برس
أشار تقرير أعدته وكالة الأناضول التركية إلى أن تنظيم الدولة "داعش"، يريد جرّ حركة حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، وتوريطها في منطقة سيناء، بعيدا عن إسرائيل، من وراء "عمليات استفزازية"، بجانب إحراجها مع مصر.
وتناول التقرير مقطع الفيديو، الذي نشره تنظيم الدولة، مساء الأربعاء الماضي، والذي وصف فيه حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بـ"الكفر والردّة"، تخوفات الفلسطينيين حول إمكانية حدوث تصعيد بين الطرفين.
وبحسب التقرير، يُظهر مقطع الفيديو، إعدام شاب يدعى "موسى أبو زماط"، بإطلاق النار على رأسه، على يد شاب آخر من غزة اسمه "محمد الدجني"، في منطقة سيناء (شمال شرقي مصر)، بتهمة مساعدة حماس في تهريب السلاح من سيناء إلى غزة.
ويعتقد الكاتب والمحلل السياسي، مصطفى الصواف، أن تنظيم داعش يحاول "استدراج حماس كي تتدخل في سيناء، من باب الانتقام من الجريمة التي استهدفت أحد المتعاونين معها".
ورأى الصواف في حوار مع وكالة الأناضول، أن استدراج حماس إلى سيناء، هو مخطط تسعى اليه "أجهزة مخابرات إقليمية وصهيونية وأمريكية".
واعتبر أن هدف هذا المخطط هو "إضعاف حماس عسكريا واستنزاف قدراتها في مواجهة مع جماعة مصنوعة استخدمت في أكثر من مكان في العراق وفي سوريا وأحيانا في ليبيا".
وقال: "هذه الجماعة المستخدمة في تلك الاماكن كان لها دور مرسوم، وعندما انتهى دورها تفرقت وذابت". وأكمل: "الهدف هو إضعاف تلك الدول وإحكام السيطرة عليها، ونسأل أين ذهب تنظيم الدولة في العراق؟، هل بالفعل ثم قتلهم جميعا رغم كل ما كان لديهم من قوة؟".
ورأى أن حركة حماس، يجب أن تكون "حذرة من هذا المخطط"، الذي وصفه بالمخابراتي. وقال: "عليها أن تدرك خيوط هذه المؤامرة وعدم الانجرار إليها، فالأمر لن يتوقف على الجريمة السابقة وقد يكون هناك جرائم من نفس النوع بهدف الاستفزاز وجر حماس إلى مستنقع سيناء".
بدوره، يعتبر إبراهيم حبيب، المختص في "الشؤون الأمنية"، الفيديو بمثابة "عملية مخابراتية بامتياز".
وقال حبيب، وهو عميد البحث العلميّ في كليّة الرباط التابعة لوزارة الداخليّة بغزّة، في حديثه لوكالة الأناضول":" الجهات الاستخباراتية القائمة على نشر فيديو داعش، تريد إيصال رسالة مفادها أن غالبية أفراد التنظيم في سيناء المصرية، هم من أبناء قطاع غزة".
وأضاف:" ذلك يعتبر مدعاة للمرحلة القادمة، للطلب من حماس المشاركة مع مصر في القضاء على العناصر الغزاوية المنتمية للتنظيم الإرهابي".
وكان موسى أبو مرزوق، عضو المكتب السياسي لحركة "حماس"، قد قال لوكالة الأناضول في وقت سابق، إن حركته "تناقش مع مصر ملفات ثنائية مشتركة، من بينها الملف الأمني بتشعباته سواء فيما يتعلق بحفظ أمن منطقة سيناء، والتعاون الأمني المشترك بين حركته ومصر".
ولفت حبيب إلى أن "داعش" أظهر في خلفية مقطع الفيديو، السياج الحدودي الفاصل بين مصر وإسرائيل، بشكل مقصود.
وأراد التنظيم من خلال ذلك، توجيه رسالة بأن البنادق موجهة نحو "حماس"، لا نحو "إسرائيل" (الجهة التي يجب أن تتوجه البنادق نحوها).
واستكمل قائلاً:" ذلك يشي بأن هذه الجماعة عبارة عن أداة مخابراتية الهدف منها استنزاف المقاومة بغزة وجرها لعملية توريط في سيناء". ويعتقد حبيب أن في هذه اللقطة رسالة "أن الاستهداف للمقاومة الفلسطينية ولسكان قطاع غزة".
ورغم قلّة أعداد الأفراد المتواجدين في قطاع غزة، والذين يحملون فكر التنظيم الإرهابي، إلا أن الأجهزة الأمنية تعمل على اعتقالهم وتصويب أفكارهم، بحسب حبيب.
وأضاف: "هم مجموعة من الأفراد المضللين ذوي أفكار منحرفة، هم ليسوا بالظاهرة، وربما لا تزيد أعدادهم عن 100". ونفى امتلاك تلك المجموعة في غزة أي قوة عسكرية، تستطيع من خلالها شن هجمات ضد حماس.
وأشار إلى أن الأجهزة الأمنية التابعة لوزارة الداخلية بغزة، تتعامل مع تلك المجموعات، بمنطق "المعالجة الفكرية واللين". لكن لا يستبعد استخدام الأجهزة الأمنية القوّة، لإنهاء وجود تلك الجماعات، حال تطلب الوضع ولو وصل القطاع إلى مرحلة "حرجة".
كما يستبعد أن ينجح تنظيم "داعش" في شن هجمات مباشرة ضد قطاع غزة، مشيراً إلى أن ذلك الأمر يتطلب تجاوز الجيش المصري، المنتشر على الحدود بين رفح المصرية والقطاع.
ويضيف قائلاً: "وإذا افترضنا نجاح داعش في تجاوز الجيش، ذلك يعني حدوث اختراق للحدود المصرية تجاه غزة، واذا فعل التنظيم ذلك سيجد قوات أمنية تواجهه".
ويتفق مع حبيب، الكاتب والمحلل السياسي، مصطفى إبراهيم، الذي اعتبر أن مقطع الفيديو، جزء من "تصفية الحساب بين حماس وتنظيم داعش".
ويعتقد إبراهيم أن دافع "داعش"، من وراء نشرها لذلك الفيديو، هو انزعاجها من حالة التقارب بين حماس ومصر، مؤخراً، سيّما بعد إقامتها للمنطقة العازلة على حدود القطاع مع مصر.
ويوضح إبراهيم أن "داعش" تسعى إلى إحراج حركة "حماس" أمام مصر، من خلال التأكيد على أن "الحركة تواصل تهريب السلاح عبر منطقة سيناء". ويتابع: "ذلك يتضح من أن تهمة القتيل في الفيديو هي مساعدة الحركة على نقل سلاحها إلى داخل قطاع غزة".
ويستبعد إبراهيم أن ينجح التنظيم الإرهابي في جرّ حركة "حماس" إلى سيناء، واصفاً الخطوة الأخيرة بـ"الاستفزازية". وقال: "حماس أذكى من موضوع التصعيد، ربما التصعيد يكون من قبل داعش، ربما توجه لحماس المزيد من الضربات في بعض الأحيان".
ورغم استقرار الوضع الأمني في قطاع غزة، إلا أن العناصر (القلّة) الذين يحملون أفكار التنظيم الإرهابي، يحاولون العبث في استقراره، حسب قوله.
وأضاف: "لا يمكن توقع كيف يفكرون هؤلاء الأفراد، ففي أغسطس/ آب الماضي، أقدم شخص على تفجير نفسه في قوة أمنية داخل غزة على الحدود مع مصر".
ويعتقد إبراهيم أن الأفراد الذين يحملون فكر التنظيم داخل القطاع، يحاولون جر "حماس"، إلى حرب جديدة مع إسرائيل، من خلال إطلاق صواريخ على إسرائيل من داخل غزة، بهدف "خلط الأوراق وإشاعة الفوضى داخل القطاع، وهو ما يساعدهم على الانتشار والتوسع".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!