ترك برس
رأى محللون أتراك أن التدخل المحتمل لحلف شمال الأطلسي في سوريا لا يخدم مصالح تركيا، وإنما يهدف إلى تسهيل الخطط الأمريكية الرامية إلى احتلال الأراضي التي طهرتها تركيا من تنظيمي "ي ب ك" وداعش اللذين تصفهما بالإرهابيين خلال عمليتي درع الفرات وغصن الزيتون.
وقال المحلل السياسي التركي، البروفيسور جان أونفير، في حديث لإذاعة سبوتنيك، إن دعوة الرئيس التركي أردوغان لحلف الناتو للقدوم إلى سوريا والمساعدة في حماية الحدود التركية من التنظيمات الإرهابية، مجرد توبيخ للحلف لتقاعسه عن دعم تركيا، ولا يعني بالضرورة أن الرئيس أردوغان يريد أن يتدخل الحلف في سوريا.
وأوضح أستاذ العلوم السياسية أن تركيا عضو في الحلف منذ عام 1952 وتنفذ التزاماتها تجاهه، حيث أرسلت في السابق قوات عسكرية تركية لدعم الناتو في أفغانستان والصومال والبلقان. وفي الوقت الذي تحارب فيه تركيا الإرهاب لم تحصل على دعم من الغرب، بل تواصل الدول الغربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة مساعدة منظمة إرهابية تهدد أمن تركيا.
ووفقا لأونفير، فإنه من غير المحتمل أن تتوقع تركيا من الناتو أن يمدها بالسلاح، وإن كانت تركيا لا تحتاج إلى مثل هذه الإمدادات.
وذكر أن ما يثير قلق أنقرة هو موقف الحلف غير المتسق من العملية التركية المستمرة في مدينة عفرين السورية، ففي حين قال الأمين العام لحلف الناتو، ينس ستولتنبرغ، في وقت سابق إن الكتلة العسكرية الأطلسية تفهم دوافع أنقرة، أدلت نائبة الأمين العام للحلف، روز جوتمولر، بتصريح معاكس تماما.
من جانبه، أعرب جاهيت أرماغان ديليك، مدير معهد القرن الحادي والعشرين في تركيا، عن قلقه من التدخل المحتمل للناتو في الشؤون السورية، مشيرا إلى أن هذه التدخل سيسهل فقط تنفيذ الخطط الأمريكية.
وأكد ديليك أنه إذا تدخل حلف الناتو في سوريا فإنه سيحتل على الأرجح الأراضي التي طهرها الجيش التركي من الإرهابيين خلال عمليتي درع الفرات وغصن الزيتون، مشددا على أن الحلف سيسعى إلى تنفيذ خطط واشنطن في المنطقة، وليس خطط تركيا.
وأوضح الباحث التركي أن تركيا تتعاون مع روسيا في المنطقة الواقعة غرب الفرات، بينما تريد الولايات المتحدة اجتياح هذه المنطقة باي طريقة كانت، حيث تسعى إلى بسط سيطرتها على كامل أراضي شمال سوريا.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!