صحيفة لي أوكي ديلا غويرا الإيطالية - ترجمة وتحرير ترك برس
بتاريخ 20 كانون الثاني/ يناير، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن انطلاق عملية "غصن الزيتون" شمال سوريا ضد التنظيمات المرتبطة بتنظيم "بي كي كي". وفي الثامن من آذار/ مارس، تمكنت القوات التركية إلى جانب المعارضة من السيطرة على مدينة عفرين، وبلغ عدد القتلى في صفوف "ي ب ك" 1500 قتيل. وفي 24 آذار، أعلن "بي كي كي" انسحابه من مدينة سنجار والمناطق المجاورة لها تجنبا للصدام مع القوات التركية.
في 27 آذار أجرى وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس لقاء صحفيا في البنتاغون، عبر فيه عن موقفه من الرئيس التركي. وقد أثارت تصريحات ماتيس عدة تساؤلات، خاصة أنه أعرب عن دعمه لأردوغان، مؤكدا أن "الولايات المتحدة ستساند تركيا في حربها ضد حزب العمال الكردستاني".
وفي الوقت الراهن، ترغب تركيا في التقدم باتجاه سنجار بالعراق ومنبج بسوريا، مع العلم أن قاعدة عسكرية أمريكية تتمركز في شمال حلب. ومن جهتها، طلبت أنقرة من واشنطن الانسحاب من بعض المناطق لتواصل السير في اتجاه تحقيق أهدافها العسكرية.
وفي حال اعتبرت كل من الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي "بي كي كي" منظمة إرهابية، فإن من غير الممكن أن يصنفا "ي ب ك" ضمن خانة المنظمات الإرهابية، مع العلم أنها في اتصال وثيق مع "بي كي كي". وفي أيار/ مايو من السنة الماضية، زودت الولايات المتحدة الأمريكية "ي ب ك" بالأسلحة وبالذخائر لمحاربة تنظيم الدولة.
وتجدر الإشارة إلى أن البيت الأبيض يعتقد أن بإمكانه استخدام الأكراد كدروع بشرية، وبمجرد انتهاء الحرب ستتخلى الولايات المتحدة الأمريكية عن الأكراد لضمان مصالحها في سوريا.
في الواقع، دائما ما تُخلط الأوراق باستمرار في الشرق الأوسط، حيث لم يعد الغرب يرى فائدة ترجى من الأكراد، بعد أن استغلهم في الحرب ضد تنظيم الدولة. فخلال الحرب على الإرهاب، سعى الغرب إلى تلميع صورة الأكراد وإظهارهم بمثابة الأبطال، وحاليا يفكر في الاستغناء عنهم نهائيا معلنا دعمه للأتراك. وفي ضل الصراع السوري الذي يتسم بالفوضى، من الصعب إيجاد تفسير منطقي لما يحدث في الساحة، خاصة فيما يتعلق بالأكراد.
إن العلاقات الأمريكية التركية مضطربة وغير مستقرة، حيث سبق لواشنطن أن أعلنت عن عزمها إغلاق القاعدة العسكرية الجوية إنجرليك في تركيا بهدف بناء قاعدة جوية لها في المملكة العربية السعودية، إلا ان واشنطن فندت هذا الادعاء.
خلال لقاء صحفي، أكد وزير الدفاع الأمريكي، جيمس ماتيس، أن من الممكن التوصل إلى حل مع أنقرة بخصوص منبج، مشيرا إلى أن "مدينة منبج تعد موقع استراتيجيا لضمان أمن تركيا". ومن المؤكد أن الولايات المتحدة تعمل على تغيير استراتيجياتها في المنطقة لأنه لم يعد لديها مصلحة من "ي ب ك". وعموما، تعد هذه الفترة المرحلة الأخيرة من الصراع السوري، لذلك يسعى كل طرف لضمان مصلحته في الشرق الأوسط.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!