ترك برس
عقدت الدول الثلاث الضامنة لأطراف الصراع في سوريا، أمس الأربعاء، اجتماعها الثاني في العاصمة التركية أنقرة. وتمخض عن لقاء قادة تركيا وروسيا وإيران، التأكيد على وحدة الأراضي السورية وإيجاد حل سياسي للأزمة الدائرة هناك، واستمرار التشاور بهذا الشأن.
وتوجهت الأنظار إلى أنقرة عقب انتهاء القمة، لمعرفة نتائج اجتماع كل من أردوغان وبوتين وروحاني، حول مستقبل الأزمة السورية، وكيفية تأثيرها على توازنات القوى هناك.
وفي هذا السياق نقلت صحيفة "عربي 21" عن موقع "تاغس شاو" الألماني تقريرا، تطرق من خلاله إلى مستقبل سوريا عقب القمة الثلاثية.
وبحسب الموقع الألماني، فإن هذا اللقاء يعد بمثابة مواصلة لمحادثات قمتي سوتشي وأستانا. وقد وضعت البلدان الثلاثة خططا كبيرة لمستقبل سوريا في الاجتماع الأخير، الذي عقد في مدينة سوتشي في نهاية كانون الثاني/ يناير الماضي. وشكلت الدول الثلاثة لجنة لصياغة الدستور السوري تضم 150 عضوا، تختار كل دولة منهم 50 شخصا. من جانبها، اختارت تركيا أعضاء من المعارضة، باعتبارها تمثل المعارضة السورية في هذه المفاوضات، بينما اختارت روسيا وإيران شخصيات موالية للنظام.
وخلال شباط/ فبراير، أعلنت وزارة خارجية النظام السوري رفضها الشديد للخطة الثلاثية. لكن القصر الرئاسي في تركيا أعلن تمسكه بها، حيث تطمح أنقرة لإجراء إصلاحات سياسية جذرية في سوريا. من هذا المنطلق، صرحت مستشارة أردوغان، التي رفضت الإفصاح عن اسمها، بأن تركيا تعتبر الأسد فاقدا للشرعية بعد أن قام بقصف شعبه. وتابعت المستشارة بأنه "لا مكان للأسد بمجرد عودة السيادة للشعب السوري".
ونقل "تاغس شاو"على لسان مستشارة أردوغان أن روحاني وبوتين تحدثا عن وضع مدينة إدلب خلال هذه القمة. وتعد إدلب الهدف القادم لقوات الأسد، نظرا لوجود عدد كبير من المقاتلين المعارضين داخلها. ولا تعدّ هذه الخطوة في مصلحة أنقرة على الإطلاق، حيث تقع المدينة على الحدود مع تركيا. وفي حال قامت قوات النظام السوري بقصف المدينة، ستكون تركيا الملاذ الأخير للعديد من السوريين هناك.
وأبرز الموقع أن الأطراف الثلاثة سيناقشون كذلك مسألة تمديد اتفاقية خفض التصعيد. ومن المحتمل أن تتم مناقشة الاستعدادات التركية لشن هجمات جديدة ضد تنظيم "ي ب ك"، الذراع اليمنى لتنظيم "بي كي كي"، الذي تصنفه تركيا على أنه "منظمة إرهابية". وقد أعلن أردوغان بعد تدخله في سوريا لقتال تنظيم "داعش" خلال سنة 2017، وقتال تنظيمات "ب ي د/ي ب ك" خلال سنة 2018، أنه ما زال يرغب في تحرير مناطق أخرى في شمال سوريا.
وأكد الموقع أن إقدام أردوغان على هذه الخطوة يرجع إلى رغبته في إعادة السوريين إلى بلادهم، بعد توفير المناخ الملائم لذلك. وفي هذا الصدد، صرح عضو حزب العدالة والتنمية التركي والعضو البرلماني، فولكان بوزكير، لشبكة "إي آر دي" الألمانية، بأن مئات الآلاف من السوريين عادوا بالفعل إلى عفرين.
وأضاف الموقع الألماني أن قمة أنقرة تعد بمثابة رسالة للولايات المتحدة، مفادها أن سياسة الرئيس الأمريكي تجاه سوريا كانت غير ناجحة. ومؤخرا، أعلن ترامب عن سحب القوات الأمريكية من سوريا دون التشاور مع وزارة الخارجية أو وزارة الدفاع الأمريكيتين. لذلك، أخذت أنقرة وموسكو وطهران زمام المبادرة في سوريا.
وخلال منتصف كانون الثاني/ يناير الماضي، أعلنت واشنطن أنها بصدد إنشاء وحدة عسكرية لمراقبة الحدود، قوامها 30 ألف جندي. وتضم هذه الوحدة عناصر من تنظيم "ي ب ك/ب ي د" وما يعرف بقوات سوريا الديمقراطية. عقب ذلك، أطلقت تركيا عملية غصن الزيتون في 20 يناير/كانون الثاني في منطقة عفرين شمال غربي سوريا، بالتعاون مع الجيش السوري الحر، وسيطرت خلال أقل من شهرين على مركز المدينة.
واختتم موقع "تاغس شاو" بالإشارة إلى أن تركيا وإيران وروسيا يرسمون مستقبل سوريا دون أن يكون للنظام السوري وجود في الصورة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!