ترك برس
في الأسبوع الماضي، زار عدد من الصحفيين والمراسلين من عدد من المؤسسات المملوكة لمجموعة تركواز الإعلامية التركية ولاية باليكيسير (Balıkesir) التركية لحضور فعالية نظّمتها صحيفة ديلي صباح المنتمية للمجموعة، وذلك بهدف جمع الصحفيين بالمسؤولين المحليين لأخذ صورة عن الوضع الاقتصادي المحلي والمشاريع المستمرة.
كما تهدف الفعالية إلى تسليط الضوء على الميزات الثقافية والتاريخية للولايات التركية، إضافة إلى إجراء نقاشات لتشكيل أفق ثقافي واجتماعي لتحديد الخطوات اللازم اتخاذها في المستقبل. وقد رحبت بلدية باليكيسير الكبرى بالصحفيين وبالفعالية.
تتمتع ولاية باليكيسير بآفاق متعددة ومتوازنة تسمح بإنشاء مستقبل مستدام. وتملك قطاعات الصناعة والزراعة والسياحة أثقالًا متساوية في اقتصاد باليكيسير، الذي يقع في المرتبة السادسة عشر بين الولايات التركية. فالولاية هي الحادية عشرة من حيث المساحة وتضم 20 منطقة. ويبلغ تعدادها السكاني 1.2 مليون نسمة في المرتبة السابعة عشرة في تركيا، وتتميز بتوزيع متساوٍ بين الأراضي الريفية والحضرية.
تقع ولاية باليكيسير على ممر اقتصادي على شكل حرف "Y" يصل شمال غربي تركيا أو إقليم تراكيا بولايات إسطنبول وبورصة وكوجايلي ذات الاقتصاد القوي في منطقة مرمرة، وكذلك بولايات إزمير ومانيسا جنوبًا على بحر إيجة. ويصل الطريق السريع الرئيسي للولاية بين إسطنبول وإزمير ويُعد شريان حياة لاقتصاد باليكيسير.
افتُتِح في عام 2016 طريق سريع رئيسي يعبر خليج إزميت باتجاه الشمال الغربي من خلال جسر عثمان غازي الذي يجري بناؤه ويتوقع أن ينتهي في عام 2019. وسيخفّض هذا الطريق فترة قطع المسافة بين المدينتين الأولى والثالثة من حيث الحجم في تركيا إلى النصف، وسيسمح للسيارات بالوصول إلى إسطنبول من باليكيسير في ساعتين وإلى إزمير في ساعة ونصف.
كما يجري بناء طريق سريع آخر سيبدأ من باليكيسير ويعبر مضيق جناق قلعة من خلال جسر "جناق قلعة 1915" الذي وُضِع حجر الأساس له في آذار/ مارس 2017. ويتضمن المشروع أطول جسر معلق ويتوقع أن ينتهي العمل به في عام 2023، في الذكرى المئوية للجمهورية التركية، التاريخ الذي يذكره الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في سياق رؤية تركيا الاقتصادية الطموحة.
وعلى الرغم من انتخابات 2019 المحلية، فإن رئيس بلدية باليكيسير الكبرى زكاي كافاوغلو، الذي تولى المنصب مع موجة التجديدات في صفوف حزب العدالة والتنمية في تشرين الثاني/ نوفمبر 2017، يطمح ضمن رؤاه وأهدافه لإيصال باليكيسير إلى قائمة أكبر 10 مدن تركية مساهمة في اقتصاد البلاد في عام 2023، الأمر الذي يتّسق مع رمز الولاية "10".
أشار كافاوغلو إلى أن ولايته تملك البنية التحتية الجوية والبحرية والبرية وسكك الحديد، وميناءً ضخمًا يجري بناؤه في منطقة تشاندارلي بإزمير، سيعمل كمركز رئيسي في منطقة شمال بحر إيجة. وقال: "عندما يقرر رجال الأعمال الاستثمار والتصنيع في باليكيسير يمكنهم بسهولة الوصول إلى أي مكان في العالم""، مشيرًا إلى أن قاعدة الطائرات العسكرية العملاقة قرب مركز المدينة ستفتح قريبًا للطيران المدني، لتصببح ثاني أكبر مطار في الولاية بعد مطار "إردميت كوجا سيد".
وإضافة إلى خطوط الطيران، تمثل باليكيسير تقاطع طرق سكك الحديد. يمر الخط الرابط بين إزمير ومدينة بانديرما التابعة لباليكيسير التي تملك ميناءً مزدحمًا على ساحل بحر مرمرة، في منتصف مدينة باليكيسير ويمتد لولايات كوتاهيا وأسكيشهير وأنقرة. كما تملك الولاية منطقتين صناعيتين (OIZ) مرتبطتين بسكك حديدية.
يقول كافاوغلو إن باليكيسير تتحول تدريجيًا إلى بديل للشركات التي تنتقل من إسطنبول لأسباب متعددة من ارتفاع التكاليف، والحاجة إلى مساحة أكبر، والازدحام، والاتجاه المستمر في المدينة من الصناعة إلى الخدمان، في حين أن بورصة وكوجايلي تشهدان ظروفًا مشابهة بدرجة أقل.
ويشير إلى أن "المدينة الصناعية الأولى مكتملة الآن، ونعمل على إضافة 7 آلاف و500 متر مربع. وتم أيضًا إطلاق المنطقة الثانية المتخصصة في المعادن الثقيلة في بانديرما، ومنطقة أخرى متخصصة بالأطعمة في ألتينوفا. ويجري إنشاء منطقة متخصصة بالزيتون في إردميت، وأخرى متخصصة بقطاعي الأطعمة الصحية والأغذية الحلال الناهضين عالميًا".
ويؤكد رئيس بلدية باليكيسير على أهمية الحفاظ على الأراضي الزراعية حيث أن ولايته إلى جانب جناق قلعة المجاورة مهمّتان لتزويد شمال غرب تركيا - الذي يضم ثلث سكان البلاد - بالغذاء. تُعد هاتان الولايتان الأقرب والبدائل الأفضل لمدن مثل إسطنبول وبورصة وكوجايلي لتوفير اللحوم والفواكه والخضراوات. وتتتبوأ باليكيسير موقعًا رياديًا في تركيا بمنتجات الألبان في حين يشتهر ساحل بحر إيجة بزيت الزيتون خاصة في بلدة أيواليك.
تشتهر المنطقة كذلك بهوائها النظيف وقلة رطوتها، مما يهيئ الظروف لنمو الزيتون الذي تقدر عدد أشجاره حول خليج إردميت بعشرة ملايين شجرة. ومع ذلك، تجذب هذه المزايا إضافة إلى البحر وجبال الكاز، ملايين السياح إلى منطقة الخليج سنويًا حيث يتضاعف عدد سكان المنطقة عشر مرات في فصل الصيف ليصل إلى 3 ملايين نسمة.
ويقضي المقيمون في المنطقة معظم وقت إجازتهم في بيوتهم الصيفية، مما يفرض ضغطًا كبيرًا على النظام البيئي المحلي من حيث التلوث واستخدام الموارد، ويحد من ناحية أخرى من الخدمات الحكومية والبلدية. وتتأثر بساتين الزيتون التي تقع عادة بين الشواطئ وخواصر الجبال من زيادة زوار المنطقة ونشاط حركة البناء.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!