ترك برس
قال تقرير لإذاعة صوت أمريكا إن السبب الرئيس في تصاعد الأزمات بين تركيا والولايات المتحدة هو رغبة تركيا في أن تصبح عنصرا مستقلا بعيدا عن التدخلات الأمريكية، وأن تركيا لم يعد لديها صبر على التدخل الأمريكي، وعرقلة أمريكا ما تريد أن تفعله تركيا.
وسلط تقرير لموقع الإذاعة الضوء على تصاعد المشاعر المعادية للولايات المتحدة في أوساط الأتراك بعد تراجع العملة التركية نتيجة فرض العقوبات الأمريكية والتعريفة الجمركية التي فرضها ترامب على المنتجات التركية بسبب استمرار احتجاز القس الأمريكي، أندرو برونسون المتهم بالتعاون مع منظمات إرهابية.
ولفت التقرير إلى أن ما يدعم الرواية الرسمية الحكومية حول الحرب الاقتصادية التي تشنها الولايات المتحدة على تركيا، تصريح مستشار الأمن القومي الأمريكي، جون بولتون، الذي أكد أن الأزمة التي تمر بها الليرة التركية تنتهي بإطلاق سراح القس الأمريكي أندرو برانسون، وأن ضخ أموال قطرية لن يساعد الاقتصاد التركي.
وقال الدبلوماسي التركي السابق، أيدين سيلجين، للموقع: "هناك الكثير من المشاكل الخطيرة بين تركيا والولايات المتحدة، ولكن المشكلة الحالية تحدث في واحدة من أسوأ لحظات العلاقة بين البلدين في التاريخ الحديث".
وأضاف سيلجين أن العداء لأمريكا في العقد الماضي سجل رقما قياسيا بين جميع الطبقات الاجتماعية، ومن جميع الأحزاب السياسية من اليسار إلى اليمين.
ونوه التقرير إلى أن العداء لأمريكا تفشى على مدى عقود في الثقافة الشعبية التركية، حيث تظهر الأفلام والبرامج التلفزيونية الأمريكيين يتآمرون على تركيا. لكن المحللين يشيرون إلى وجود مشكلة أكثر جوهرية تؤكد التوترات القائمة، وهي فشل العلاقات التركية الأمريكية في التكيف مع حقبة ما بعد الحرب الباردة.
وقال سولي أوزيل، الخبير في العلاقات الدولية بجامعة كادير هاس بإسطنبول: "هناك مشكلة هيكلية في العلاقات التركية الأمريكية ترجع الى نهاية حقبة الحرب الباردة."
وأضح أوزيل أن مصالح البلدين تباعدت في حقبة ما بعد الحرب الباردة، ولم يتمكنا قط من اكتشاف القاعدة المشتركة التي سيبنيان عليها علاقاتهما من جديد. ولم يتم حل هذه القضايا بصراحة تامة.
وأشار الخبير التركي إلى أن الانقلاب الساقط في تركيا في يوليو/ تموز 2016 الذي قُتل فيه أكثر من 250 شخصًا ما زال يفسد العلاقات الثنائية، حيث تشك أنقرة في تورط أمريكا في تدبير الانقلاب، كما أن واشنطن لها ضلع في الانقلابات العسكرية الثلاثة في تركيا.
وأضاف أن الحرب الباردة لم تعد قائمة في الوقت الراهن، وقد سنحت لتركيا الفرصة لأن تصبح عنصرا مستقلا بعيدا عن التدخلات الأمريكية، ولم يعد لديها صبر على التدخل الأمريكي، وعرقلة أمريكا ما تريد أن تفعله تركيا.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!